يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إني ليغان على قلبي فأستغفر الله عزَّ وجلَّ وأتوب إليه في اليوم مائة مرة) وسمعنا أنه صلى الله عليه وسلم كان يسهو في الصلاة فإذا لم يسهو فكيف كنا سنعرف أحكام السهو؟ ولكنه حالة سَهْوِهِ أكان يسهُو مثلنا؟ في البيت أو في الغيط أو في العمل كلاَّ فإن الرجل الصالح قال في ذلك:
يَا سَائلِي عَنْ رَسُولِ اللهِ كَيْفَ سَهَا وَالسَّهْوُ مِنْ كُلِّ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهِ
قَدْ غَابَ عَنْ كُلِّ شَيءٍ سِرُّهُ فَسَهَا عمَّا سِوَي اللهِ فالتَّعْظِيــمُ للهِ
فسهوه لأنه غاب في جمال الله فسها عن كل ما سواه لِيَسُنَّ وليحفظ لنا هذا الحكم الشرعي من حضرته صلى الله عليه وسلم، لكن لا ننسب سهوه لأغراض بشرية فأحد الصالحين احتار في الغين الذي يغان به على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي يستغفر الله عزَّ وجلَّ - والعصمة للأنبياء: أنه لا يخطر الذنب على قلوبهم والحفظ للأولياء يعني: الذنب قد يخطر على قلوبهم لكن الله يحفظهم من الوقوع فيه لكن النَّبِيَّ لا يخطر بباله المعصية قطّ بل لا يخطر بباله غير مولاه في نفس واحد قط لأنه لا يفكر إلا في الله ولا يتذكر القلب إلا بذكر الله عزَّ وجلَّ - فيقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له: الحديث الذي تقول فيه (إني ليغان على قلبي فأستغفر الله عزَّ وجلَّ وأتوب إليه في اليوم مائه مرة) قال: فقال لي (غين الأنوار يا مبارك وليس غين الأغيار) فأفهمه شيئاً آخر تماماً غير ما كان يجول بخاطره
فقلبه يتقلب في عالم الأنوار وفي جمالات الواحد القهار وكلما ظهر له من جمال الحقِّ جمالٌ جديد رأي أن ما كان فيه دون الذي يراه فيستغفر الله عزَّ وجلَّ من وقوفه مع هذا الجمال لأن الله قال له {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}
[1] متفق على صحته وهذا لفظ لمسلم
منقول من كتاب [الكمالات المحمدية]
للمطالعة أو التحميل مجانا أضغط :
الكمالات المحمدية
منقول من كتاب [الكمالات المحمدية]
للمطالعة أو التحميل مجانا أضغط :
الكمالات المحمدية
تعليقات
إرسال تعليق