القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]

إن أول حق للرجل على المرأة هو الطاعة والطاعة في الإسلام سواء كانت للزوج أو للأم أو للأب حدد الرسول شرطها وقال {لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقَ}[1]


فتطيعه بشرط أن تكون الطاعة في غير معصية كيف ذلك؟ نفرض أن زوجها أمرها في رمضان أن تفطر

تقول له : لا ، ممنوع ، لكن إذا كانت ستصوم يوماً تطوعاً لله هنا يجب أن تستأذن منه أولاً ، فإذا أذن تصوم وإن لم يأذن لا تصوم لأنها نافلة ، لكن في شهر رمضان فلا إفطار إلا بعذر شرعي


نفرض مثلاً واحدة معقود قرانها أو زوجة وزوجها طلب منها كشف شعرها عند الخروج أو في البيت في وجود أجانب ، ترفض ذلك لأنه المفروض أن يغار عليها فالرجل الذي لا يغار على زوجته ينقص إسلامه ، وكذلك أيضاً المرأة التي لا تغار على زوجها تكون ناقصة الإسلام ولكن الغيرة شرعا لها حدود معينة


إذا أمرها مثلاً أن تتجاوز في عملها وتقصر فيه مع أنها تأخذ عليه أجر من الدولة أو من أي مصلحة ، ويصبح بذلك مرتبها حرام فلا تنفذ مثل هذا الأمر ، إذا أمرها أن تسيء لأمها أو لأختها ترفض ولكن بحكمة بالغة ، كأن تستجيب له شكلياً لكي ترضيه ثم تفعل ما يرضي الله مع أهلها ، فأول حق هو الطاعة


واسمعوا لهذا الذي حدث أيام النبي : مسلمة أيام النبي ذهب زوجها للحرب وكانت تسكن في الدور الثاني وأبوها في الدور الأول ، وكان زوجها أمرها قبل خروجه بعدم نزولها لأسفل حتى يرجع ، فمرض أبوها فأرسلت للنبي تستأذنه فأمرها أن تطيع زوجها ولم تنزل ، ثم مات أبوها فأرسلت ثانية إلى النبي تستأذن في النزول فقال : أطيعي زوجك ، وبعد فترة أرسل لها من يبشرها أن الله غفر لأبيها ببركة طاعتها لزوجها


وإن كان زوجها ثرى ومقتر وهي تأخذ من ماله ومن ورائه لكي تصرف على العيال ، قال لها النبي : خذي لكن بالمعروف وعلى قدر الضرورة هذا بالنسبة للأشياء المادية ، لكن إذا كنت ستطبخي ثم تعطي أهله من هذا الطعام فلا شيء في ذلك ، أو إذا كنت مستغنية عن بعض الملابس القديمة وتعطيها لهم فلا مانع


ولكن في الحاجات الكبيرة وهى الأموال لا تنفق إلا بإذنه كما أمر الإسلام ، مثلاً واحدة أخوها محتاج فتخلع إسورتين من يدها وتعطيهم له بدون علم زوجها لا يجوز ، أو كما يحدث مع بعض الموظفات تقول لها أمها الغافلة وهي توصيها بأن الرجال ليس لهم أمان فيجب أن تعملي لنفسك رصيد في البنك من وراءه ، فهذا لا يجوز فطالما أن الإنسانة مخلصة مع الله ومع زوجها لا يضيعها الله


حتى لو حدث كما يحدث مع الناس أن زوجها أخذ كل ما عندها هل يضيعها الله؟ أبداً ولذلك عليها في كل شئونها أن تأخذ رضا الله ورضا زوجها عنه ، وربما تقول المرأة إنه مرتبي من عملي أليس مرتبك على حساب عمل البيت هل تستطيع واحدة أن تقوم بعمل الحكومة وعمل البيت على ما يرام؟ مستحيل فكونه تنازل أن تذهبي للعمل فإن ذلك على حساب البيت ، ويضطر أن يساعدها في البيت


فما دام الزوج تنازل عن نصيب ما في رعايتك للبيت وخرجت للعمل ، فالمفروض أن تصرفي هذا الراتب بالتراضي ، فإذا وافق أن تعطى أمك أو أخاك شيئاً فلا مانع لكن بدون علمه ممنوع ، مثلاً توفر لديها كمية من السكر أو الزيت أو أي طلبات للبيت وأرسلتهم لأمها أيضاً لا يجوز


وربما تسأل سائلة لماذا إذاً عندما تعطى لأهله الطعام يجوز ذلك؟ لأنه عندما تعطى لأهله يكون راضى ، لكن عندما تعطى لأهلها من الجائز أن يكون غير راضى فمن ناحية أهلها لا تعطيهم إلا بعد إذنه ، فحتى لو جاء سائل على الباب فالمفروض أن نأخذ منه الإذن أو تصريح مفتوح عند مجيء أي سائل أن نعطيه أو لا نعطيه وذلك لكي تأخذ الثواب ، فإذا أعطته هو سيأخذ الثواب ومن الجائز أن يكون عليها ذنب إلا إذا كان زوجها بخيل ، فتُخرج بهذه النية فتأخذ بذلك الثواب وهو يثاب رغم أنفه فلا تنفق شيئاً من ماله ولا من بيته إلا بإذنه


ثم عليها أن تساعده على بر أهله مثلاً تقول له : لماذا لم تذهب لأمك؟ يجب أن تزورها فوراً يقول : ليس لدي وقت وجئت من العمل تعبان ومرهق فتقول : هيا بنا معاً لنزورها وتشجعه على ذلك ، لكن مع الأسف في الوقت الحالي تريد الزوجة أن تمنعه


مثال آخر تقول : أختك فلانة لم نزرها منذ وقت طويل ووجبت الآن زيارتها ، فتعينه بذلك على صلة الأرحام وما قلناه يعتبر وظيفة من الوظائف الأساسية في الإسلام ، ولكن في المجتمع الحالي هذه الوظيفة تغيرت فالسيدة تريد زوجها وكفى ، ولا تريد منه أن يذهب لا إلى الشرق ولا إلى الغرب بل حتى وصل بها الحال ، إذا أراد أن يصلي في المسجد تقول : صلِّ معنا في البيت


وقد حدثت حكاية غريبة مع الإمام أبو العزائم رضي الله عنه : سيدة من الشرقية كانت لا تنجب وذهبت إليه وقالت : أدعو الله لي أريد أن أنجب ، والشيخ لا يعرف ما عندها في البيت لكن ربنا يطلعهم على مثل هذه الأشياء بنور البصيرة ، قال لها : منذ متى أنت متزوجة؟ قالت: سبع سنين فسكت برهة ثم قال لها : أرضي حماتك لكي تنجبي ، فاتضح أن بينها وبين حماتها مشاكل وحماتها تدعى عليها وفعلاً أرضت حماتها فأنجبت


وهذا هو الإسلام فلو ماتت الواحدة منكن وأمها غضبانة عليها هل سترى الجنة؟ لا ، كذلك الرجل فلو مات وأمه غضبانة عليه هل يدخل الجنة؟ لا ، فلماذا تردن دخول الجنة ولا تردن له مثلكن فيجب عليكن أن تجعلنه يرضي أمه ، لكي يدخل الجنة


فيجب علي الزوجة أن تساعد زوجها على بر أمه وأبيه وعلى صلة أخواته و أرحامه ، والرسول لخص ذلك في كلمة واحدة قال {البِرُّ شَيْءٌ هَينٌ وَجْهٌ طَلِيقٌ، وَلِسَانٌ لَينٌ}[2]


بالضبط كما نقول في المثل "لاقيني ولا تغديني" ، فلماذا عندما يأتي أهلها تكون محتارة {تعمل إيه وتسوي إيه} ، وعندما يأتي أهله تكشر وتحزن وتمثل المرض ، على الأقل أن تجعلي أهله كأهلك من أجل خاطره وأنت بالطبع تعرفين حق الوالدين في الإسلام


ولابد أن تعيني زوجك على القيام به خير قيام وعندها فسوف يعينك أكثر على بر أهلك ووالديك على الأخص ، فالسيدة الآن زوجة ولها حماة وسيأتي عليها اليوم التي تكون فيه هي نفسها حماة فلتعمل هذا اليوم وتحسن معاملة حماتها ، وكما تريد هي أيضاً أن يكون أولادها بررة بها فكذلك تجعل زوجها باراً بأهله ، وعندما تقيس السيدة هذه الحكاية كما وضحنا ترتاح


وهناك موضوع آخر يحدث من البعض وليس الكل ، فبعض السيدات الكبيرة يُهَيئ لها أن زوجة ابنها أخذت ابنها منها وتختلق المشاكل ، ألم تأخذي زوجك أنت أيضاً من بين أمه وأهله؟ ومن حقوق الزوج أيضا أن تسكني قلقه واضطرابه ، لأنه عادة عندما يعود من العمل يفرِّغ علي زوجته كل مشاكله ولم يأمر الإسلام بذلك ، ولكن أحياناً يحدث للزوج ظروف ومشاكل في العمل وجاء إلى البيت وفى هذه الحالة المفروض على الزوجة هنا أن تعرف هذه الظروف وتتحمل


لأن ربنا جعل الزوجة "سكن" وسكن يعنى تسكن غضبه واضطرابه وقلقه ومن ضمن حقوق الزوج ألا تنادى عليه زوجته عليه أمام الناس باسمه مجرداً ، بل تقول له يا أبو فلان أو يا أستاذ كذا وعلى الزوج أن يفعل معها مثل ذلك ، ومع الأسف فإن الناس الآن يعتبرون الموضة غير ذلك


فمثلاً السيدة تنادى على زوجها أمام الناس وتقول يا فلان باسمه لأنها تعتبر أنه لا يوجد حاجز بينها وبينه ، فالإسلام غير ذلك فلا بد من أن تعظمه ويعظمها كما ذكرنا لأن الرسول عندما كان يجد من ليس له ولد كان ينادى عليه يا أبا يحيى ، السيدة عائشة لم تنجب وابن أختها أسماء كان اسمه عبد الله فكان يناديها : يا أم عبد الله لكي يشعرها بالتكريم وهذا يعتبر من ضمن حقوق الزوجة على زوجها أيضاً


ومن ضمن الحقوق أيضا ألا تكلفه فوق طاقته ولكن على قدر دخله وذلك لكي لا تدفعه أن يسرق أو يقبل رشاوى ليكفيها ، لأن من علامات القيامة قال النبي {يأتي على الناس زمان يكون هلاك الرجل على يد زوجته وأبويه وولده يعيرونه بالفقر ويكلفونه ما لا يطيق فيدخل المداخل التي يذهب فيها دينه فيهلك}[3]


كيف؟ يقولون: نريد تليفزيونا ملوناً يقول: ليس معي يقولون : لا شأن لنا فلماذا فلان وفلان اشترى ، فيضطر لكي يرضيهم أن يسرق أو يرتشي ويميل إلى مثل هذه الطرق ويكون السبب زوجته وأولاده ، وهذه من أهم حقوق الزوج على زوجته أن تصبر معه في الشدة وأن تعينه على الرزق الحلال


وبذا تكون الواحدة منكن مع زوجها كالمرأة الأنصارية التي لم تملك وزوجها إلا ثوبا واحدا فكان الزوج يصلى مع رسول الله في المسجد ، ويسرع خارجا ليعطى زوجته الثوب فتصلى في أول الوقت فسأله النبي ذات يوم ، أنه لماذا يخرج بسرعة بعد الصلاة من المسجد؟ فقص عليه السبب فساعده إخوانه لما رأوا ذلك فذهب لزوجته مسرعا فرحا بما أصاب من الخير ، ولأنه تأخر في عودته سألته زوجته عن سرِّ هذا التأخير؟ فأخبرها بما حدث؟


فلم تفرح بالمساعدة التي تلقوها من أخوانهم بل أنظروا إلى المرأة الراضية والتي تعين زوجها على نوائب الدهر بقوة وعزم و إيمان قالت له : يا زوجي أتشكو الله لرسول الله؟ أتشكو الله لرسول الله؟ فأهم شيء تعيني زوجك عليه هو المطعم الحلال


{1} لأحمد في مسنده والحاكم في مستدركه عن عمران والْحكم بن عمرو الْغفاري ، جامع الأحاديث والمراسيل
{2} عن ابن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا جامع الأحاديث والمراسيل
{3} أبو هريرة وابن مسعود العراقي تخريج الإحياء للعراقي



http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%E3%C4%E3%E4%C7%CA%20%C7%E1%DE%C7%E4%CA%C7%CA&id=12&cat=2

منقول من كتاب {المؤمنات القانتات}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


reaction:

تعليقات