القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]

التربية الصوفية والشيخ المربّى


                          أثر التربية الإيمانية 
----------------------------    

إذن عندما ننظر في التاريخ كله نجد أنه لا تقوم قائمة لهذه الأمة ويعلو شأنها في كل زمان ومكان إلا بالتربية التي كان عليها الحبيب وأصحابه،
وأول علامة كانوا يتربون عليها الزهد في الدنيا،
وطلب ما عند الله، وأن يصدق الإنسان في كل أقواله ولا يكذب أبداً لا لاعباً ولا لاهياً وكذلك الأمانة في كل أمر من الأمور
 وفى كل شأن من الشئون، والعمل وفق شرع الله
والمتابعة لحبيب الله ومصطفاه صلوات ربى وتسليماته عليه،
وغيرها من المبادئ القرآنية والقيم الإيمانية،
وهذه الأمور لا تتم إلا على أيدي رجال ورثوا قول الله:
(قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي)
(108يوسف)
هؤلاء الرجال المربّين إذا وُجدوا والتفّ حولهم طلاب الحقيقة العلية نجت الأمة من الفتن
وظهرت في الأمة الطاقات الموجودة من الكريم الخلاق
 المتوارية في الأجسام وانتشر دين الله عزَّ وجلَّ .

.لكن أين هي التربية الآن؟ وهذا هو الفيصل،
لو وُجدت التربية فلن تجد تنافساً في الفاني ولا رغبة في شيء داني، وإنما الكل يسارع في مصلحة الكل،
يفنى عن الأنانية والأثرة ومصلحته الشخصية في سبيل المصلحة العامة التي يرجوها في هذه الأمة وفى هذا الوطن الذي نعيش عليه.
ولذلك أنا أرى - كما رأيتم الآن - أننا لا مخرج لنا مما نحن فيه الآن إلا رجالاً بهذه الكيفية
تجردوا من المطامع والأهواء الشخصية والنزوات الفردية والرغبة في المظاهر الكاذبة
وأصبحوا لا يريدون إلا وجه الله.
وأنتم رأيتم أمثلة حتى في زماننا هذا:
الرجل الذي رأى الأمور تنحدر في السودان وهو (سوار الذهب)، فقام بإنقلاب ليُعيد الأمور إلى مجاريها،
وأجرى الانتخابات ثم سلم السلطة للرئيس المنتخب وانسحب من الميدان، لماذا؟ لأنه تربى تربية صوفية.
هل لو تربّى رجلٌ في المدارس المدنية أو المدن الأوروبية يكون بهذه الكيفية؟ لاإنه يريد أن يجلس على الكرسي مدى الحياة، وكل من حوله يعظمه ويبجله ويكبره،
لكن التربية الصوفية هي التربية النبوية، أو التربية الإسلامية وهى المخرج للأمة في كل هذه الأمور.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلمّ


منقوول من كتاب شراب أهل الوصل

reaction:

تعليقات