القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]

ميراث النور الإلهي


                                                                                                     
- ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم
(مدينة بورسعيد – مسجد الغفران - الخميس 26 من محرم 1433 هـ 22/12/2011م)
---------------------------------------------------------------------------------
نحن والحمد لله جميعاً أحباب الله ورسوله، والمحبين إن شئت قلت قسمين، وإن شئت قلت فريقين،
وإن شئت قلت فئتين، وإن شئت قلت طائفتين،
طائفة وقفت على المحبة ولم تبذل ما يعبر عن هذه المحبة لترتقى وتكون مع الأحبة،
والذين وقفوا مع المحبة هنيئاً لهم وبشرى لهم،
والحبيب صلى الله عليه وسلم بيَّن ذلك لنا ولهم لما سأله الصحابي الكريم وقال:
{ مَتَى السَّاعَةُ ؟، قَالَ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: لا شَيْءَ إِلا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم.فَقَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ }
إذن يوم القيامة يكون الإنسان مع من يحب!!
قَالَ أَنَسٌ رضى الله عنه:{ فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ،قَالَ أَنَسٌ:فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ }
(البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس)


والمحب له فضل عظيم لأن الله يعامله بكرمه ويتفضل عليه بجوده .. فلا يعامله بالميزان ولا بالقسطاس المستقيمولا كما نسمع بالنقير والقطمير والصغير والكبير
إنما أهل المحبة ميزان معاملتهم عند ربهم قول الله عزَّ وجلَّ في قرآنه الكريم:
(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)(16الأحقاف)
يعني بعبارة أخرى: يتغاضى الكريم عن سيئاتهم، ويستر عثراتهم وهفواتهم، ويضاعف ويزيد من حسناتهم وصالحاتهم.هذه المعاملة الكريمة تكون للمحبين.
فاز المحبون بشرف الدنيا وسعادة الآخرة، لأن المحبة أعلى قدراً عند الله عزَّ وجلَّ
لمن أراد أن يكون مع الأحبة، والمحبون يزيد الله عزَّ وجلَّ في إكرامهم فيُشَفع بعضهم في بعض كما نسمع دائماً: (الناجي يأخذ بيد أخيه)، قال صلى الله عليه وسلم:
{إذا تآخى اثنان في الله فإن الله يأمر بأحدهما إلى الجنة، فيقول: يا ربِّ .. أين أخي فلان؟فيقول رب العزَّة عزَّ وجلَّ: إنه لم يعمل بمثل عملك، فيقول: يا ربّ إني كنت أعمل لي وله، 
فيقول الله تعالى: خذ بيد أخيك وادخلا معاً الجنة}
(ورد في كتاب: (قوت القلوب) وفي (تعريف الأحياء بفضائل الإحياء) بكتاب: (عوارف المعارف) ج5، ص 198)
إذا كان الكلب الذي مشى وراء أهل الكهف حبًّا في مسيرتهم وهديهم، فأجرى الله عزَّ وجلَّ عليه ما أجراه عليهم،أماتهم الله الموتة الصغرى - وهي النوم - في الكهف، والكلب وقف على باب الكهف:(وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)(18الكهف)
والوصيد أي الفناء، فألقى الله عليه النوم مثلهم، ويُدخلهم الله عزَّ وجلَّ الجنة .. فيُكرم الكلب الذي معهم ويدخل الجنة،مع أنه لم يصل ولم يصم ولم يفعل الصالحات التي كانوا يقدمونها لله، لكنه مشى خلفهم:
لقد فاز كـــلبٌ بحــبِّ آل كهف ...... فكيف لا أفوز بحبِّ آل النبي
إذا كان الكلب الذي مشى خلف أهل الكهف حشره الله معهم،
فما بالك بمن يحب آل البيت والصالحين أين يكون؟!!
معهم إن شاء الله، وهذا كلام الله عزَّ وجلَّ .. وليس هذا كلامنا نحن!
يكفي أن الذي يجلس معهم ولو كان ليس منهم، ولو كان جالساً مشغولاً عنهم،
ولو كان جالساً لمصلحة يرجوها منهم، ما دام جلس معهم،
ماذا يقول رب العزة للصحفيين الإلهيين الذين يحضرون هذه المجالس ويصوروها، ويطلع عليها الملأ الأعلى،فيقول الله كما ورد في الحديث الطويل:
ماذا يطلبون؟ .... ومِمَّ يخافون؟ 
وفى نهاية الحديث يقول الله للملائكة:
أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، فيَقُولُ: مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ: فِيهِمْ فُلانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، قَالَ: هُمُ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ }
(البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أبي هريرة)
من يجلس معهم ليس له في الشقاء، ولكنه يُصبح من أهل السعادة،
إذن مجالسهم مَن الذي يجلس فيها؟ وما جزاءه؟
(وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ)
(108هود)لم يقل الله (فسيدخلون الجنة) وإنما قال: (فَفِي الْجَنَّةِ)
أيّ أن: هذه المجالس هي الجنة!! وهذا ليس كلامي وإنما كلام رب العزة عزَّ وجلَّ
وصَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلق جميعاً فقال:
إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا، قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: حِلَقُ الذِّكْر ِ}
(سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد عن أنس)
هذه المجالس في الدنيا، والذي يجلس معهم فقد جلس في الجنة، ويأخذ وسام السعادة الأزلية من ربِّ البرية:
هُمُ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ }
------------------------
من كتاب شراب أهل الوصل 
reaction:

تعليقات