القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]

ما الطريق إلى الله ؟




ما الطريق إلى الله؟ 
وهل حضرة الله له مكانٌ محدد – حاشا لله – يصل إليه الناس فيه؟!! وهل هناك طريق يوصِّل إلى ذلك؟
لا، ولكن الطريق إلى الله يعني الطريق إلى نيل فضل الله، وإلى الدخول في قول الله:
(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء)(4- الجمعة)
وهو الطريق إلى أخذ العطاءات والهبات التي جعلها الله للأتقياء من عباد الله.فقد جعل الله عزَّ وجلَّ النعم قسمين: ظاهرة وباطنة، وقال فيها:(وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)(20- لقمان)
النعم الظاهرة: هي الطعام والماء، والشمس والنجوم والهواء ،
 وكل ما نراه في هذه الحياة،
والنعم الباطنة: أخصها الإيمان، والهداية والعناية، والخشوع والحضور، والخشية والخوف من الله عزَّ وجلَّ
النعم الظاهرة موجودة، والنعم الباطنة مشهودة
ومن أراد أن يتعرض للعطاءات الإلهية الذاتية لا بد وأن يكون من أهل الخصوصية،
فكيف يصل الإنسان إلى هذه المرتبة؟!!!
لكي يصل يجب أن يكون له دليلٌ يقوده للوصول إلى هذه الأحوال المرضية
فالذي يريد أن يكون في الدنيا مُبرَّزاً في باب الثروة، ويكون رجلاً ثرياً ووجيهاً .. ويملك كذا وكذا
وجب عليه أن يبحث عن رجل يقتدي به، ويتدرب على يديه كي يصل إلى هذه الأمور
وكذلك من يريد الوصول إلى فضل الله .. ورضوان الله .. وعطاءات الله الذاتية التي جعلها الله للصالحين وللمتقين
لا بد وأن يكون له دليل أقامه الله عزَّ وجلَّ .. وعيَّنه الأستاذ النبيل صلى الله عليه وسلم
ليدل الحائرين ويأخذ بأيدي السائرين .. ليوصلهم إلى فضل رب العالمين عزَّ وجلَّ
إذن فالطريق إلى الله .. هو الطريق إلى
- الحصول على فضل الله
- والحصول على رحمة الله، والحصول على عطاءات الله
- والحصول على الهبات الذاتية والنورانية التي جهزها الله عزَّ وجلَّ للصالحين
والتي قال الله فيها:
(هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(39 - ص)
وفي الآية الأخرى:
(يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)(74 - آل عمران)
كل ذلك بالفضل وليس بالأجر
ولو كانت هذه العطاءات تُنال بالأجر لاجتهدنا جميعاً في الأعمال التي توَصل إليها
ولكن ليس هناك أعمال توصل إلى ذلك!!
أما العبادات التي نقوم بها جميعاً فهي سبيل إلى نيل الأجر العظيم من الحسنات والدرجات في الجنات
وليس لها شأن بالفتوحات!!
لأن الفتوحات لها عبادات أخرى بالإضافة إلى العبادات العادية تؤدي إليها
إذ يلزم لتلك الفتوحات تعديل داخلي في الأعمال والعبادات، والفضل العظيم الذي قال الله لنا فيه:
(قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)(58 - يونس)
هو: الذي يتعرض له الإنسان في الدنيا.
وكيفية التعرض .. أن يبحث الإنسان على واحدٍ من أهلها
توسم فيه نيل هذه العطاءات، أو رأى عليه هذه الفتوحات وهذه الهبات .. فيتقرب إليه
ويُعلن بين يديه أنه يريد أن ينال هذه الفتوحات وهذه العطاءات وهذه الهبات
وعندما يذهب إلى هذا الرجل - الذي هو من أهل الفتح - فإنه يعطيه برنامجاً يوصله إلى الفتح الذي يليق به
وهنا يُصبح هذا الأستاذ كالأستاذ المشرف على الرسالة
إذ لابد للطالب الذي سجل هذه الرسالة أن يراجع المشرف، ويعرض كل ما جمعه أو عمله عليه،ودائماً عليه أن يأخذ بتوجيهاته، ويحذف ما يأمره به، ويضيف ما يشير به عليه ويظل على ذلك إلى أن يُزكيه المشرف فتُناقش الرسالة، وتُعرض عليه
والمشرف عندما يزكيه يأتيه الفتح من خالقه وباريه عزَّ وجلَّ!!!!
أما الذي لا يريد أن يُسجل رسالة فهو مُحِبّ
والمُحِبُّ سيكون مع الأحباب يوم العرض والحساب.

من كتاب شراب أهل الوصل 

reaction:

تعليقات