القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]


المُحبُّ والمحبوب                                                                         

-----------------
إذن فنحن أمام نوعين من المحبين:
نوع منهم يمشي على حسب حظه وهواه، ولكنه يحب هؤلاء القوم، ومن الجائز يوم القيامة أن يكون منهم
ومثل هذا ليس له في الدنيا نصيب في العطاءات الذاتية والفتوحات الوهبية
لأنه لم يُسجل الرسالة التي بها يحصل على الماجستير أو الدكتوراه،
ويظل في الدنيا محب لهؤلاء وفقط،
وهؤلاء القوم يتركونه يمشي على حسب حظه وهواه
لأن مثل هذه الأشياء لابد وأن يطلبها بنفسه، بل ويُلح فيها.
فهل يجوز لأحد من الأساتذة في الجامعة أن يُجبر طالباً أن يسجل رسالة؟ كلا
لأن الذي يريد ذلك هو الذي يبحث عن الأستاذ الذي يُسجل عنده
بل إن الأستاذ يكون بالحجز، إذ أن لكل أستاذ عدد معين من المسجلين
إذن هو الذي يبحث، وإن لم يجد في جامعة القاهرة – مثلاً – يبحث عن الأستاذ الذي يُسجل عنده في الجامعات الأخرى
ولذلك قال الله لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ)(186البقرة)
(وإذا): تعني أن الكل لن يسأل، إذ يسأل الكل في الأمور العادية:
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ)(219البقرة)
وذلك لأنه سؤال شرعي عام
(وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ)(219البقرة)
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى)(222البقرة)
والذي يسأل هنا وفي ذلك الكثير، لكن الأشياء التي بها العطاء والهبات
يقول فيها إذا سألك أحد من المؤهلين لهذا الأمر:
(فَإِنِّي قَرِيبٌ)(186البقرة)
إذن لن يسأل عن ذلك إلا القلة، وهم النوع الثاني
ولذلك قال لنا الإمام أبو العزائم رضي الله عنه في هذا المعنى:
وليس الكـــلُّ مطلـــوباً لهذا **** ولكن خُصَّ لبعض أفراد قليلة
وقد ذكر ذلك ربنا في كتابه حين قال:
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) - والمؤمنون هنا كثير، لكن منهم - (رِجَالٌ)
- ماذا فعل هؤلاء الرجال؟ - (صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)(23الأحزاب)
إذن ليس الكل في هذا الباب، وليس الكل قد صدق العهد مع حضرة الوهاب،
ولكنهم رجال من جملة المؤمنين، وبلا شك فإن جميع المؤمنين مكرمين، لكن هؤلاء لهم إكرام زائد
وذلك لأن هؤلاء لهم فضل زائد عند المتفضل عزَّ وجلَّ.

من كتاب شراب أهل الوصل 

reaction:

تعليقات