القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]

بين الشريعة والحقيقة


بين الشريعة والحقيقة                                                                 

سؤال:
بعض إخواننا أهل الطريق يعتقدون أن سيدنا الخضر أعلم وأرقى من سيدنا موسى؟
لا .. فسيدنا الخضر بذاته قال لموسى:
(يا موسى أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا وأنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت وما علمي وعلمك في علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور من هذا البحر)
والأعلى شأناً عند الله هو صاحب الرسالة والنبوة:
(وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) (164النساء)
لكن لابد لصاحب الرسالة والنبوة من هذه الهبات وهذه العطاءات،
ولذلك فنحن نقدم دائماً عالم الشريعة،
أما إذا أراد عالم الشريعة أن يكون من أهل الفتح فلا بد له من أهل الحقيقة،
ولذلك فإن كمَّل علماء الشريعة هم الذين تكمَّلوا في علم الحقيقة
مثل الدكتور عبد الحليم محمود .. ومثل الشيخ الدردير
وغيرهم من مشايخ الأزهر الذين تكمَّلوا ظاهراً وباطناً،
ومثلهم الآن الشيخ علي جمعة، فقد تكمَّل في الإفتاء لأنه أخذه ظاهراً وباطناً،
تكمَّل في علم الظاهر في علم الأصول، وتكمَّل في علم الباطن على يد الفحول،
فأصبح يفتي على المذهبين.
إذن فالأساس في الشريعة، وهي تكليف من الله،
والمكلَّف بها هو المُقام من عند الله عزَّ وجلَّ،
لكن لا غنى له عن صاحب الحقيقة،
وأراد الله عزَّ وجلَّ أن يبين في هذه القصة مقام الحبيب صلى الله عليه وسلم
فإن الله ما جمع الشريعة والحقيقة إلاَّ في الحبيب صلى الله عليه وسلم
وذلك لكي يعلم الجميع
فإن سيدنا موسى مع أن الله كلمه تكليماً .. وكان في مقام الكليم
وكان من أولي العزم .. إلا أنه لم يأخذ الحقيقة إلا من رجل من عامة أمته!!
إذن فالوحيد الذي جمع فأوعى هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وذلك لكي نعرف مقامه وفضله ودرجته عند الله عزَّ وجلَّ
فهو وحده صلى الله عليه وسلم الذي جمع الظاهر والباطن

من كتاب شراب أهل الوصل 

reaction:

تعليقات