القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]

الصوفية والإنتخابات


الصوفية والإنتخابات                                                              

-----------------------------------
سؤال: بالنسبة للصوفية فبالرغم من كثرة العدد إلا أنهم لم يعلنوا عن أنفسهم مثل السلفيين والإخوان، فما السبب؟
الجـــواب
---------
الصوفية وأهل التصوف الحقيقيون هم حملة الرسالة، ويعتبرون تفرغهم للرسالة وتبليغها هو الأساس،
وأساس رسالتهم هي إصلاح الأحوال في المجتمعات، والقيام بما ينبغي عليهم نحو المسلمين والمسلمات،
وهم قائمون بهذا الأمر،
لكن التنافس بهذه الشاكلة التي نراها الآن لابد وأن يؤدي إلى شيء في الصدر،
فهل يوجد صفاء ومودة ومحبة بين كل المرشحين الآن في الإنتخابات؟! لا.
والصوفية لا يريدون ذلك،
وكان الإسلام في بدايته انتقاءاً وليس ترشيحاَ وانتخابات،
ولذلك تجد أن الرجل الكامل من بين الناس، أو القريب من الكامل وهو الرجل الفاضل
لا يرضى ولا يوافق أن يرشح نفسه في الإنتخابات حتى لا يستجدي الناس،
والذي يجب أن يُنظر في مثل هذا الأمر أن يكون الأمر بالتعيين كما يحدث في نسبة من أعضاء مجلس الشعب،
ولذلك يجب أن تزيد هذه النسبة،
وهذا التعيين لا يكون إلا للناس الموقرين المحترمين الذين تحتاجهم الدولة، مع أنهم لا يحتاجون لمثل هذا الأمر،
كما كان يفعل السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم.
فمن الذي عيَّن سيدنا عمر؟ الذي عيَّنه واختاره هو سيدنا أبو بكر، ووافق الجميع عليه بلا انتخابات،
فالإنتخابات تفرز من ينفع ومن لا ينفع، وتتدخل فيها الأموال والمصالح،
وهذه الأمور لا يرغبها الصوفية لأنهم يريدون خدمة الناس والوطن لوجه الله، وهم قائمون بذلك،
والمفترض لو كان الحاكم عادلاً أن يستعين بمثل هؤلاء، وبمجموعة منهم في مجلس الشعب أو في مجلس الشورى.
لكن مَنْ مِنْ الصوفية - الذين يريدون وجه الله - لديه استعداد أن يجوب البلاد ويستجدي هذا وذاك؟!
وهذا منافق وهذا شرير .. وهذا غادر وهذا آثم، ولا يستطيع الواحد منهم أن يبين لهم ذلك،لأنه يريد أن يستجدي صوته، وهذا لا يصح في دين الله، وهذا نظام غربي طبقناه.
لكن أهل الحل والعقد - مثل البرلمان الآن - في عهد عمر بن الخطاب ... كيف شكَّلهم؟
اختارهم وسماهم أهل الحل والعقد، وكان لا يعقد شيئاً أو يحله إلا بإذن هؤلاء،
وقد اختارهم بنفس طريقة المجلس الإستشاري الذي اختاره المجلس العسكري الآن،
ولو كان هناك ثقة ونظرت على المجتمع العام فإنك تجد في كل مكان أناساً معروفين بأنهم أهل الثقة،
وهم ظاهرون ومعروفون، حيث تجد أنه في كل مكان الآن من يُصلحون بين الناس،
وكذلك يوجد فئة في كل مكان يلجأ إليهم الناس وينفعون الناس ويعينوهم.
أما الصوفية الآن فليس لديهم استعداد الآن لموضوع الإنتخابات،
فيأتي بسيارات وميكروفونات وإعلانات، أمر كبير قد ينجح فيه الرجل العادي،
وقد ينجح فيه الرجل المنافق، لأنه يجمع حوله المنافقين وهم كثير.
إذن المفروض أن يكون هناك جزء بالإنتخاب وجزء آخر بالإختيار،
أما في عصر سيدنا عمر فقد كانوا جميعاً بالإختيار، لأنه كان عصراً فاضلاً،
وكان سيدنا عمر يمتلك الفراسة التي تؤهله إلى ذلك.

من كتاب شراب أهل الوصل 

reaction:

تعليقات