القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]

لا ديكتاتورية فى الإسلام


هل كان يحتاج سيدنا عمر إلى المشورة؟! لا،لقد كان  القرآن ينزل على رأيه،إلا أنه - لكي يُعلِّم من حوله - اختار منهم مجموعة،
وكان لا يعمل أي عمل إلاَّ بعد أن يتشاور مع هذه المجموعة - وهم أهل الحل والعقد

وكذلك سيدنا رسول الله كان لا يحتاج إلى المشورة، وقد قال صلى الله عليه وسلم في ذلك:{ أَمَا إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ غَنِيَّانِ عَنْهَا }
(البيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن عباس)
والأمر كله أنه كان يريد أن يُعلِّم من حوله.
فإذا كنا نحن لا نتشاور فمن أين يتعلم الناس المشورة؟!
لابد وأن يتشاور الإنسان في بيته مع أولاده وبناته وزوجته لكي يعلِّمهم النظام الإسلامي وكذلك يتشاور في العمل مع من حوله ومع من تحته - حتى وإن كنت رئيساً لمجلس الإدارة فإن المرءوسين أحياناً يكون عندهم خبرة أكثر مني في أمر من الأمور!! فلا يوجد ديكتاتورية في الإسلام.
وكذلك مع الأحباب لابد وأن أشاورهم في كل صغيرة وكبيرة كي نعلِّمهم المبدأ الإسلامي
وهو الشورى - حتى وإن كنت أثق في رأيي، لأنه لن يصل واحد منا لمرتبة سيدنا عمر. وقد تكلم سيدنا الحسن البصري رضي الله عنه مع أهل البصرة في يوم وقال لهم فيما معناه:
(أراكم تفعلون الشيء تستهينون به ولو كان في عهد عمر لجمع له أصحاب بدر يستشيرهم!!!)
إذن فقد كان عند عمر رضي الله عنه مجلسان:
- الأول: هو أهل الحل والعقد -
 وهو مجلس صغير مثل مجلس الشورى
- والثاني: هو الجمعية العمومية أو مجلس النواب -
وهم أهل بدر الذين كان يستشيرهم في الأمور الخاصة والهامة.
والمجلس الصغير الذين هم أهل الحل والعقد كان يستشيرهم في الأمور العاجلة
التي تحتاج إلى حكم سريع،
أما الأمور التي تحتاج إلى تدقيق وتمحيص وقرار لا رجعة فيه فإنه كان يجمع له أهل بدر.إذن لابد وأن يكون لكل واحد منا روشتة ربانية، كما له روشتة في الأمراض الجسمانية والذي يمشي على حسب حظِّه وهواه في الأمراض الجسمانية ولا شأن له بالأطباءويأتي بالعلاج الذي يعجبه أو الذي يسمع عنه من أهل الخبرة لا يحدث له الشفاءبل إن الداء ربما يزيد وهو لا يدري، وفجأة يجد أن الأمر قد خرج من نطاق السيطرةوتتدهور صحته، وعندما يذهب إلى الطبيب يقول له لقد تأخرت.
وكذا الأمر بالنسبة لطب القلوب، فالكسالى والمتواكلين والمنتسبين إلى أهل الطريق
الذين يقولون: خليها بالبركة، أو خليها على الله، ما قَدَّره الله سيكون ويتركون العمل
نقول لهم: ألا يلزم الأخذ بالأسباب؟!!!
هل الثلة المباركة التي اختارها النبي صلى الله عليه وسلم من حوله من الأحباب
الذين أمرنا مسبب الأسباب أن نتأسى بهم كي نصل إلى مثل حالهم تركوا الأسباب؟!!
على من نضحك يا أحباب؟!! هل على أنفسنا أم على غيرنا؟!
مع الأسف نضحك على أنفسنا!! ولذلك قال القائل:
(ما أكثر المنتسبين إلى أهل الله .. وما أقل السالكين لطريق الله عزَّ وجلَّ).
وانظروا إلى الموالد والجمِّ الكبير فيها، والذي قد يصل إلى ملايين،
ولكن عندما تحصر السالكين في وسط هؤلاء تجد واحداً أو أربعة،
وذلك على حسب المولد، وعلى حسب الجمع الموجود فيه.
وقد كان هذا حال الأئمة قديماً وحديثاً، فقد كان الإمام من هؤلاء حوله أتباعٌ كثيرون محبِّين ..لكن من منهم الذي يمشي على المنهاج؟! نَفَرٌ قليل، وأناس معدودة!!!
وقد قال الإمام أبو العزائم رضي الله عنه في ذلك: (ربَّيْتُ في زمني رجلين ونصف)
أما الباقين فتجد منهم رُبْعَ رجل، أو ثُمُنَ رجل!! وذلك كله بسبب الهوى الذي هو آفة النفوس.ومن اتَّبع الهوى فقد هوى، وليس له عند الصالحين الصادقين دوا ..
وذلك لأنه يمشي على حسب حظِّه وهواه،
وكلما أعطيته روشتة يأخذها ثم يلقي بها في سلة المهملات، فماذا تفعل لمثل هذا؟!
عندما يذهب المريض ثلاث أو أربع مرات للطبيب، وفي كل مرة لا يستعمل الروشتة،
فإن الطبيب في النهاية يقول له: لا تأتيني بعد الآن، وذلك لأنه لا فائدة فيه.
إذن يجب أن يكون المؤمن صاحب عزيمة مضيَّة ..
وصاحب إرادة صلبة قويَّة في المتابعة للحضرة المحمدية
إذا أراد أن يكون من أهل الخصوصية!!
أما إذا أراد أن يكون من العموم فنحن جميعاً والحمد لله من أهل العموم وجميعنا من المحبينوأعلى منهم - في دائرة العموم شأناً - هم العجائز وكبار السن الموجودون في المنزل لأنه لا تجد أحداً من الشباب الموجودون الآن حتي الوعاظ منهم يملك المحبة
التي يملكها العجائز وكبار السن الموجودون في البيوت
فهم أعلى الناس قدراً في باب المحبة، فهي محبة صادقة أخذوها من نبعها.
إذن لا بد للإنسان من روشتة ربانية نورانية يأخذها من الطبيب الأعظم صلى الله عليه وسلمأو مِمَّنْ كلَّفه بالنيابة عن حضرته بالعلاج في عيادته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
reaction:

تعليقات