القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]

المؤمن الصادق صورة الإسلام ورمزه

المؤمن الصادق رمز الإسلام
----------------------------
كان الرجلُ فيما مضى لو سأل عن الإسلام، يقولون له: أنظر إلى أي مسلم، 
في قوله لا يقول إلا الصدق، وفي فعله لا يفعل إلا ما يحبه الله، ولا يخلف وعد،
 ولا ينقض عهد،
ولا يخون أمانة،
ولا يتعرض لأي عمل يشينه لأنه يعلم أن الشين له شين لدينه،
 وإساءة لله ولكتابه ولحبيبه صلوات ربي وتسليماته عليه، 
فكانوا نموذجاً قويماً لهذا الدين، 
من أراد أن ينظر إلى تعامل المسلمين مع بعضهم، يأخذونه إلى السوق، 
فيجدون التجار لا يطففون الكيل ولا الميزان، ويعلنون عن العيب الموجود في السلعة،
 عملا بما أوصى به النبي العدنان، 
يبين التاجر العيب الذي في سلعته لأنه فطن إلى قول الحبيب:
{ مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا }
(صحيح مسلم وابن حبان وسنن الترمذي وأبي داود)
ويريد أن يكون مع الذين قال فيهم الحبيب صلى الله عليه وسلم:
{ التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ }
(سنن الترمذي وابن ماجة) 

جمال أخلاق المؤمنين
------------------------------- 
- عجب الصليبيون والكافرون والمشركون من أخلاق المقاتلين الأشداء المسلمين في القتال، لا يقتلون امرأة ولا صبياً صغيراً، ولا شيخاً عجوزاً،
ولا رجل دين تفرغ لعبادة الله في صومعة، 
وإن كانوا لا يقرون ولا يعترفون بهذا الدين. 

الصليبيون عندما استولوا على بيت المقدس قتلوا في ساعة واحدة سبعين ألفاً من المسلمين، حتى صارت الدماء إلى الركب في شوارع بيت المقدس من كثرة القتلى، 
لكن صلاح الدين الأيوبي دخل بعدهم فاتحا وهو يمثل دين الله ويفعل ما يأمره به حبيب الله ومصطفاه، 
أبقى على الأسرى، فجاءه وفد من نساء الصليبيين، وقلن له: 
إنا نريد منك مكرمة، أن تفك أسر رجالنا ونأخذهم ونذهب إلى ديارنا،
 لأنا لا نستطيع أن نعيش من غيرهم. 
ففك أسر الصليبيين ابتغاء وجه الله، وإظهاراً لكمال أخلاق المسلمين،
 وإظهاراً لجمال دين الله عزَّ وجلَّ.

- كان قاضي المسلمين يأمر أمير المؤمنين أن يقف بجوار خصمه إذا اشتكى له خصم من المؤمنين، ولا يجلسه ولا يجامله،
 وإنما يحكم بالعدل، ليرى الناس جمال دين الله عزَّ وجلَّ.
** سقط من علي ابن أبي طالب رضى الله عنه درعه، وكان أميراً للمؤمنين،
 فوقع الدرع في يد يهودي، 
فوجده الإمام علي وقال: هذا درعي، قال: ليس درعك، فاشتكاه إلى قاض المسلمين، فوقف أمير المؤمنين بجوار اليهودي، 
قال القاضي لأمير المؤمنين:
 هل معك بينة على أن هذه الدرع درعك؟ 
هل معك شاهد؟ قال: يشهد لي ابني الحسن، قال: الإبن لا يشهد لأبيه، 
قال: يشهد خادمي، قال: الخادم لا يشهد لمخدومه، 
هل معك شاهد آخر؟ قال: لا، قال: الدرع درعك يا يهودي، 
فقال اليهودي: ما رأيت كاليوم، قاضي أمير المؤمنين ينصف اليهودي على أمير المؤمنين، 
إن هذه هي العدالة التي أتت بها شرائع السماء، 
أشهدكم أن هذه الدرع درع أمير المؤمنين،
وقد سقطت منه عندما كان ذاهبا ليصلي الفجر، فوجدتها وأخذتها،
ونطق بالشهادتين لما رأى من أخلاق المسلمين، 
فقال أمير المؤمنين: ما دمت قد أسلمت فالدرع هدية لك.
أدب الخلاف
--------------
كانت أخلاق المؤمنين مضرب المثل في كل زمان ومكان، لم يكن بينهم أحزاب ولا تحزبات، ولا سباب ولا شتائم ولا عصبيات، 
كانوا يختلفون والخلاف وارد، ولكنهم كانوا يقولون: الخلاف لا يفسد للود قضية.
** اختلف عبد الرحمن ابن عوف مع خالد ابن الوليد في رأي، والخلاف في الرأي وارد، والدين لا يجبر أحد على رأي غير ما يرضاه
ما دام هذا الرأي ليس في شرع الله، ولا في دين الله، 
فله حرية اختيار الرأي الذي يراه، بغير إكراه من أحد من خلق الله، 
فذهب رجل إلى خالد ابن الوليد وقال: أما سمعت ما قال في شأنك عبد الرحمن؟ قال: وما قال؟ قال: قال في شأنك كذا وكذا، قال: لا، إن ما ذكرت لا يوجد بيننا، 
فقد ربانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تتطاول الألسنة فيما بيننا على بعضنا.
يختلفون لكن لا يتسابون ولا يتشاتمون، ولا يشنعون على إخوانهم بما ليس فيهم، 
ولا يحاولون أن يظهرونهم بالوجه القبيح، لأنه مؤمن وأنت مؤمن،
 وهل مؤمن يقبح وجه أخيه المؤمن؟! 
وهل مؤمن يباح له أن يتعالى بالسباب أوالشتائم أو المخازي نحو أخيه المؤمن؟! 
إذا كان المؤمن يقول فيه النبي الكريم:
لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِيءِ }
(سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد)
من يرى من أهل الغرب فضائياتنا، ومن هم منسوبون إلى العلم بيننا، 
وقد تعالت أصواتهم بالسباب والشتائم والتكفير لإخوانهم المسلمين، 
أتراهم بعد ذلك يشكرون في هذا الدين ويثنون على أهله؟! 

من ينزل منهم إلى سوق من أسواق المسلمين، وينظر إلى ما فيه من الأيمان الكاذبة، 
والكذب في الأقوال، والغش في البضاعة، والغش في الكيل والوزن، ماذا يقول؟! 
أهذه سوق للمسلمين أم سوق للمنافقين؟! 
إن أسواق المسلمين أسست على التقوى والورع، وأصحابها كلهم ورعون، عنوانهم:
خَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ }
(المستدرك وسنن البيهقي)
وكان تجَّارُهم على هذه الشاكلة، 
قد يدافع المؤمنون عن قضيتهم ويقولون كان في العدالة عمر بن الخطاب، وكان في القيادة خالد بن الوليد، وكان في التجارة عبد الرحمن بن عوف، وكان في كذا فلان وفلان، 
أين هؤلاء الآن؟! أين أمثالهم يا أمة القرآن؟! أين الذين يسيرون على هديهم؟! 
أين الذين يمشون على أخلاقهم؟
أهؤلاء طالبهم الله عزَّ وجلَّ بالإلتزام بهذا الدين وتركنا نمشي على هوانا كما نحب ونبغي 
ونحن ننتسب إلى دين الله ونسمى عند الله مسلمين؟! 

    reaction:

    تعليقات