القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]

مداخل النفس ومواطن تسويلها


                     النفس تدخل أولاً للمؤمن العادي من باب الشهوات، 
المأكل والمشرب والملبس والنساء ... وغيرهم من الشهوات، 
إذا نجا الإنسان من هذه المرحلة لا تتركه النفس، بل تدخل له من باب آخر مثل حب الظهور، فتقول له: أنت يجب أن يكون لك شأن عند الناس، ويجب على الناس أن تعظمك وتكبرك، وإذا لم تقم الناس بهذا نحوه يحزن ويتضايق، 
ويجب أن تشعر بالزهو وبالفخر وتعجب بنفسك لأنك قلت خطبة عظيمة ودرس عظيم
هذا إذا كان عالم، وإذا كان صاحب صوت يقرأ قرآن أو ينشد، فتشعره نفسه بالزهو والعجب وأن تلاوته هذه لم يتلوها أحد من قبل .. مع أن هذا من توفيق الله عزَّ وجلَّ، 
مَن الذي يمسك بأحباله الصوتيه؟ 
هل فينا من يستطيع أن يمسك بهذه الأحبال أو يشغلها؟ أبداً، إلا إذا شغلها الرحمن عزَّ وجلَّ فهو الذي يجعل الصوت عالياً أو يخفضه، وهو الذي يُحَلِّيه.
لكن النَّفْسَ تجعله يزهو ويشعر بالعجب، 
فإذا تكلم مع أحد يتكلم بتعالي وبكبرياء، لأنه رأى نفسه، 
والذي يرى نفسه أدخل نفسه في قبره، لأنه يبتعد عن فضل الله عزَّ وجلَّ، 
لذلك العلماء قالوا لنا: (هناك مواقف في القرآن يجب أن ننتبه لها)، إياك أن تقول:
أنا كذا، أنا ابن فلان، أنا من عائلة فلان، لأن من قال أنا - وهو إبليس - قال له الله عزَّ وجلَّ:(اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا) (18الأعراف) 
وهو الذي لم يفعل أي معصية أو ذنب، بل إنه عَبد الله اثنين وسبعين ألف سنة، 
وقد ورد في الأثر: (أنه لا يوجد موضع أربع أصابع في السموات إلا ولإبليس فيها سجدة لله) لكن عندما أمره الله بالسجود لآدم قال:
(أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ) (12- الأعراف)
فأخرجه الله من الجنة، لذا يجب أن تقول لنفسك: 
(إذا كان إبليس بعد كل هذه العبادات طُرِدَ من الجنة بذنب
فكيف أطمع في الجنة وأنا كل يوم لي عشرات الذنوب؟!!!!)
إذن ماذا أفعل؟ أداوم على التوبة والأوبة لحضرة علام الغيوب عزَّ وجلَّ، 
إذا أردت أن تكون محبوباً لله وتنال رضاه، لا بد أن تسارع إلى التوبة إلى الله جل في علاه:(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (31- النور)
ربما شخص يشعر في داخله أنه شيخ كبير، لكنه ليس معه مريدين أو تلاميذ
ويرى من حوله لديه مريدين وتلاميذ، 
هذا هو المرض الإبليسي الذي يؤدي إلى الكبر، 
ولو تكبر الإنسان على الخلق يحرم من كل عطاءات الحق عزَّ وجلَّ، 
قال صلى الله عليه وسلم:
لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ }
(صحيح مسلم وسنن الترمذي ومسند الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه) وقال أيضاً:{ وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ }
(صحيح مسلم وسنن الترمذي ومسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه)
والإنسان الذي يريد أن ينجو من هذه المرحلة لا يتكلم عن نفسه أبداً، 
ستحاول نفسه أن تضحك عليه وتقول له: 
يجب أن تحكي لهم عن نفسك كى تشجع المريدين، 
هذا من دسائس النفس!!!! هل رأيتم أحداً من الصالحين يتحدث عن نفسه؟ لا، 
إذا تكلم عنها يشينها فقط،، لكن يتكلم عن ربِّه، وعن نبيِّه صلى الله عليه وسلم
لأنك تريد من الناس أن تسير خلف رسول الله، ورسول الله يريد من الناس أن تسير لله، فإذا كنت منتبهاً لنفسي وحريصاً عليها أقول: 
هذا من رسول الله، وهذا هو طريقه، وهذا هو باب الله قف عليه، ليس معنا إلا الإرشاد والتوجيه لكن العطاءات والفيوضات والتنزلات والهبات هذه كلها ملك الله، 
أو يعطيها لمن يسلمها للخلق نيابة عن حضرته وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (39ص)

-------------منقول من كتاب : شراب أهل الوصل لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد






-----------
reaction:

تعليقات