القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]

حظوظ تحجب القلب والروح


الحظوظ ثلاثة :
حظوظٌ للجسم،
وحظوظٌ للقلب،
وحظوظ للروح.
حظوظ الجسم هي شهوات الجسم من مطعم ومشرب ومنكح وملبس وكل ما يحسه الجسم ويلمسه ويطلبه:


والنفس شهوة مطعم أو مشرب أو ملبس
أو منكـح فاحـذر بها الـداء الدفيـن
هذه الحجب التي تحجب الجسم عن القيام بواجباته في خدمة الله، وفي العمل بشرع الله،
وفي الإقتداء برسول الله ﷺ
فإذا حكَّم المنهج المحمدي في شهوات نفسه حاصر نفسه ونال أُنسه واكتمل بنيانه وبدأ يُشرق على جسمه أنوار قلبه، فيأخذ جسمه متجهاً به إلى ربه عز وجل ،
فلا سبيل إلى القضاء على شهوات الجسم إلا بإخضاعه لنهج الحبيب وسلطان الشريعة المطهرة، حتى يمشي كما ينبغي، وتكون القيادة والزمام لمملكة القلب التي تقود السفينة إلى جودي المواجهات والإشراقات في جوار سيد الرسل والكائنات ﷺ.
وحظوظ القلب حب الظهور وحب الثناء، وحب المدح،
وحب التَمَشيخ، وما شابه ذلك من الأشياء التي ينشغل بها القلب ويريد أن ينال بها مناه في أن يكون له شأن بين عباد الله.
وحجب القلب وحظوظ القلب أشد ظلمة من حجب الجسم وشهوات الجسم، ودليلنا على ذلك أن آدم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وقع في شهوة جسمانية:
{فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا } (121طه)
فتاب، فتاب الله عز وجل عليه.
أما إبليس فقد وقع في شهوة وحظ قلبي، وقع في الكبر والحسد لآدم، فكانت النتيجة أن طرده الله عز وجل من رحمته وقال له:
{قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ} (18الأعراف)
وقد قال صلوات ربي وتسليماته عليه:
{ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ }
" صحيح مسلم "
وقال إمامنا أبو العزائم رضي الله عنه موضحاً هذا الحديث:
ألا من يكن في قلبه بعض ذرة
من الكبر والأحقاد ما هو ذائق
وإياكم أخــلاق إبليـــس إنهــا
لقد أبعدته وهو طاووس رامق
الذي أبعد إبليس الكبر والحقد والحسد، وهذه الأشياء هي أساس الكبائر التي محلها القلب، وهي التي تغطي على عين القلب، وتجعل الإنسان غير بصير وغير مستنير وغير مهتدي لا بالسراج المنير ولا بالكتاب الذي أنزله الله عز وجل عليه وهو القرآن الكريم.
أما شهوات الروح فهي المقامات، والكرامات، والرؤيات الصالحات من أجل أن يبيح بذلك ويتحدث بذلك لمن حوله، والفتوحات من أجل أن يجلب الدنيا، ويجتمع الناس حوله، وينتفع بجمعهم حوله، أو يُسر بذلك في نفسه ....
كل هذه الأشياء تُسمى :
شهوات روحانية،أو حظوظ روحانية
ولا بد للمرء أن يتطهر بالكلية من كل الحجب الظلمانية والحجب النورانية، فإذا تطهر من الحجب الظلمانية أشرق الله عز وجل بأنواره الإلهية، ورزقه بصراً نورانياً يُكاشف به في البداية في عالم الرؤيا الصالحة، ثم يُكاشف به بمراد الله عز وجل في كلمات الله في كتاب الله،
ومراد رسول الله ﷺ في أحاديثه الصحيحة الواردة عن حضرته صلوات ربي وتسليماته عليه،
ثم يُكاشفه الله عز وجل بغيب ما في نفسه ليُصلح عيوبه ويُقَوِّم شأنه ويكون عبداً صالحاً أصلح أحواله،
وأصبح صالحاً لمواجهة ربه عز وجل ،
ثم يتفضل الله عز وجل عليه ويُهيئه للمقامات العالية والمنازل الراقية فيُجمله بجمالات المقربين،
ويُكمله بكمالات المحبوبين.
=====================
،،،،من كتاب شراب أهل الوصل
لفضيلة الشيخ: فوزي محمد أبو زيد

reaction:

تعليقات