القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]




       هناك أمور تجول بخواطر كثير من إخواننا السالكين، تجعل بعضهم يظن بنفسه ظن السوء، أنه على غير هُدى، أو يمشي على غير صواب، وبعضهم يظن بنفسه أن الطريق إلى القرب من حضرة الله (عزوجل) مسدود أمامه، وبعضهم يوجه السبب إلى شيخه بأنه لا يريد أن يأخذ بيده إلى فضل الله وفتح الله وإكرام الله جل في علاه، وبعضهم يظن أنه مُقصر في العبادات، وغير مجتهد في الطاعات، وعليه إن أراد أن يفتحوا له معاليم الإشارات، وأن يسروه بالمكاشفات أن يجتهد في الطاعات، ويزيد في النوافل والقربات إلى غيرها، وكلها ظنون.
🤚 بينما هذا الأخ قد يكون مغموراً بفضل الله، تطغى وتتوالى عليه إكرامات الله، لكن لتُخبطه في الفهم، وسوء ظنه المملوء بالوهم يظن مثل هذه الظنون.
🌺 فإن الناس في الأزمنة الماضية كان جُل تعلقهم بالمحسوسات، ولا يعترفون ولا يُقرون بالإكرامات الإلهية إلا إذا كانت محسوسة وملموسة، كانوا يعدون الكرامة أن يمشي الإنسان على الماء، أو أن يطير الإنسان في الهواء، أو أن يعرف ما يُخبئه المرء في بيته ، مع أن هذا الذي ذكرناه وأمثاله يُسمى في عرف العارفين كرامات حسية.
🌳 والكرامات الحسية قد تكون للإكرام، وقد تكون للإستدراج والعياذ بالله (عزوجل)، والكرامات الحسية قد تحدث للمؤمن وقد تحدث لغير المؤمن، فقد تحدث لمن يخاوي جنياً، فيحمله على سطح الماء، ويُخيل للخلق أنه يمشي على الماء، أو يحمله ويطير في الهواء، ويُخيل لمن رآه أنه يطير في الهواء، أو يُنبئه بما يُخبأ في البيوت، وهذا أمر ليس بغريب على عمل الجن:
🔹(نَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ )🔹(الأعراف:27).
🛑 وقد تحدث هذه الإكرامات الحسية لمن هم على غير الملة الحنيفية إذا جاهدوا أنفسهم بمجاهدات فادحة في حياتهم الكونية، كما يحدث لبعض الرهبان في الأديرة، بل لبعض البوذيين الذين لا يؤمنون بالله (عزوجل) في ممارستهم لليوجا، فيصلون إلى المرحلة التي يسمونها عندهم (النرفانا) أى الفناء، ويحدث معهم أمور عجيبة،
🍃يظن الناس أنها إكرامات ولكنها استدراج من الله (عزوجل) لمن لم يؤمن بالله (عزوجل) ورسوله (ﷺ)، صحيح أن هذه الإكرامات الحسية وقعت للحبيب (ﷺ)، لكن إكرام الله للحبيب في هذه الإكرامات كان تحدياً لهذه المعجزة للكافرين أو المشركين أو المعارضين، والمعجزة تكون تحديا لمن يعارض النبي، والكرامة ليست فيها تحد لأحد وإنما فيها تأييد من الله، ودليل من الله أن هذا العبد مؤيد من مولاه جل في علاه، فالفارق بين الكرامة والمعجزة أن المعجزة مقرونة بالتحدي، أما الكرامة فليس فيها تحد لأحد من خلق الله.
👈 ناهيك عن أن الكرامة لا يطلبها ولي إذا كانت حسية، لكن تحدث للأولياء إذا ضاقت بهم الأمور، وادلهمت بهم الشئون، وأحاطت بهم الحيطات، فيلجأون إلى الله فتأتي تفريجاً من الله (عزوجل)، أو تأييداً من الله (عزوجل) في وقت الشدة الشديدة، ولا يلتفت إليها الولي من قبل ولا من بعد ولا يطلبها، فالولي لا يطلب الكرامة أبداً وإنما يطلب الإستقامة.
-----------------------------------------
📖📚 سلسلة الفائزين في سير الأولياء والصالحين 📖📚
🍃 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد 🍃
🕌 إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله 🕌
=======================
x

reaction:

تعليقات