محاسبة النَّفْس ---------------------------------------
لا بد من محاسبة النفس،
يجب أن يكون لك حساب يومي، ولك حساب أسبوعي، ولك حساب سنوي، لا بد أن تراجع نفسك كل ليلة ...ما الذي تكلمت به؟ وما الذي نظرت إليه؟ وما الذي سمعته؟
إذا كانت هذه الأمور معدودة ومحدودة ... فيا هناك ويا بشراك!! 
أما إذا كنت لا تدرى عن ذلك شيئاً لأن الثرثرة كثيرة ... فما لك ولطريق الصالحين؟!.
الشيخ مكين الدين الأسمر رضي الله عنه من تلامذة سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه ..... كان يقول فيه سيدى أبو الحسن الشاذلي: 
(مكين الدين رجل من الأبدال) 
كان ترزياً – ومعروف أن صاحب الحرفة يلتف حوله الناس ويتكلمون- ماذا كان يفعل؟ وما منهجه؟ يقول رضي الله عنه : 
(أجلس قبل غروب الشمس أعدُّ ما تلفظ به لساني فأجدها بضع كلمات لا تتجاوز الثلاث عشرة كلمة، فأنظر فيها ... فما وجدت منها خيراً حمدت الله عليه، وما وجدته غير ذلك استغفرت الله عز وجل منه) لأنه يحاسب نفسه ... ومن يحاسب نفسه هنا لا يحاسب هناك،
ومن لا يحاسب نفسه هنا سيحاسب هناك، هكذا تقول الحكمة: (حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا ) ( سنن الترمذي )
وكان هذا مبدأ الصالحين، الليل كله لله!!
وسيدنا رسول الله ﷺ كان إذا صلى العشاء يدخل ولا يخرج، وكذلك الصالحون، لأن الليل لله، لا سهر، ولا لهو، ولا أفلام ومسلسلات، ولا نت، ولا غيره، 
الصالحون عندما يأتي الغروب، فقد جاء وقت ملازمة حضرة علام الغيوب عز وجل .
حتى كان سلطان المسلمين سيدنا عمر رضي الله عنه – وأنتم تعرفون ذلك – كان مشغولاً بالكلية من أجل الدولة ومن أجل العدالة، وكان لا ينام ليلاً ولا نهاراً إلا غفوة بعد شروق الشمس!! فقالوا له: اشفق بنفسك يا أمير المؤمنين. قال: ((إذا نمت نهاراً ضيعت رعيتي، وإذا نمت ليلاً ضيعت نفسي، فجعلت النهار لرعيتي وجعلت الليل لربي)) ..... الليل لله على الدوام: {كانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)} (الذاريات)
من أى شيء يستغفرون؟! سبحانك ما عبدناك حقَّ عبادتك!!
سيدنا أبو بكر نفسه رضي الله عنه أول من سلك هذا المنهاج على يد حضرة النبي ﷺ، كان رضي الله عنه يضع حصاة تحت لسانه، 
فسألوه: ما هذا يا أبا بكر؟ 
فأشار إلى لسانه وقال: 
(هذا الذي أوردني الموارد) ... أجعل له فرامل حتى أمسكه فلا يتكلم مع الخلق إلا عند الضرورة،،
==============================
من كتاب: (شراب أهل الوصل)
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبو زيد
تعليقات
إرسال تعليق