🌺 دور الصوفية في خدمة
المجتمع 🌺
🌺 نحن جميعاً نحتاج فى هذا العصر أن نغير مفاهيم
الناس عن الصوفية والتصوف ..
لأن المفهوم الراسخ فى أذهان الناس أن الصوفية أناس سلبيون بعيدون
منعزلون عن المجتمع وكل أعمالهم عبادات وطاعات وأذكار وحسب.
مع أن الصوفية منذ عصر النبوة إلى العصر الحديث:
هم الذى كان عليهم الحياة الاجتماعية فمن الذى كان يعمر المساجد ؟ ومن
الذى كان ينشئ الملاجئ ؟ ومن الذى كان يجهز المستشفيات ويوقف عليها الأرض
والعقارات للإنفاق عليها ؟ من الذى كان يمهد الطرق ؟ من الذى كان يشرف على كل هذه
الأعمال ؟ الصالحون من عباد الله ولذلك يجب علينا أن نضطلع بدور اجتماعى فى عصرنا
هذا
وهـذا الدور هو ما يحتاجه الناس الآن فى هذا الزمان وهو العمل الأنفـع
الذى قـال فيه النبى العدنان:
🌺 {خَيْرُ
النَّاسِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ}(1)
فالناس تحتاج الآن مـن يخفف عنهم الغـلاء وإلى من يعالجهم من الأمراض
وإلى من يوقف أي وباء فى أي زمان أو مكان
وإلى من يؤلف بين اثنين فى الزواج على الحلال وعلى شرع الله بطريقة
ميسرة وسط هذا الغلاء الذى عم وطم وإلى من يحارب المشكلات التي انتشرت فى المجتمع
نتيجـة الغـلاء أو الجهـل وغيرها .
🌺 إذن لا بد من أن
يكون لكل واحد منا دور وكل واحد منا يحدد ما له عند الله بعد أن يحدد دوره الذى
سيقوم به لخلق الله فى هذه الحياة فأنت الذى تختار دورك وعلى أساس دورك يتحدد نورك
ومقدارك وأجرك ورفعتك عند الله عز وجل
{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا} ( 35فصلت )
من يجلس للتعبد فى المنزل أو فى المسجد على ماذا يصبر ؟
إن من يصبر هو من يخالط الناس ويصبر على أذاهم كأن يصبر على ألاعيب
المنافقين وعلى حيل الدجالين وغيرهم لكن العابد يتلذذ بالعبادة وحسب بل إنه
أحياناً يريد أن يتنصل من مسئوليته الشرعية تجاه زوجته وأولاده وهذا ما يحدث
دائماً مع أن النبى صلي الله عليه وسلم
قال :
🌺 { كُلُّكُمْ
رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ } (2)
فيجب على المسلم فى هذا الزمان وخاصة الملتفون حول الصالحين والسائرون
مع العارفين ... أن يكون له دور اجتماعي لخدمة الآخرين وهذا هو الدور الأساسى الذى
تقيم على أساسه ليصبح لك مقاماً ومنزلة عند رب العالمينعز وجل .
وابحثوا ونقبوا في سير الصالحين تجد أنهم كانوا قائمين بهذا الدور
الاجتماعي وليس الدور التعبدى فقط، لأن الدور التعبدى للعباد الذين يريدون درجات
فى الجنة، لكن من يريد أن تكون له منزلة عند الله عليه أن يتأسى بأنبياء الله ورسل
الله الذين كان دورهم مع الخلق ...!! فلم يختلى الواحد منهم بنفسه إلا لحظات وباقي
الوقت كله مع الخلق ... يحل مشكله هذا أو يعالج أزمة ذاك أو يرفع معنوية آخرين
وهذه هى العبادات التى يقبل عليها الصالحون والصالحات
🌺 ويحضرني الآن
رجل من الصالحين كنت أعرفه فى بداية السبعينيات، وكان رجلاً أمياً لكن أكرمه الله
بالصلاح وفى تلك الفترة كان الرئيس جمال عبد الناصر قد أنشأ المستشفيات المركزية وكانت
تعمل بكل طاقتها ويذهب إليها الناس ومن يستلزم علاجه دخـول الأقسام الداخليـة إن
كان للعلاج أو لإجراء العمليات الجراحية كان يدخل .. وكانت عبادة هذا الرجل الصالح
الأساسية أن يأتى يوم الزيارة ومعه مجموعة من الأحباب ويدخل المستشفى .. وينظر
داخل العنبر .. والسرير الذى عليه مريض وحوله جماعة لا شأن له به .. أما السرير
الذى عليه مريض ولا أحد بجواره يقف هو بجواره .. ويواسيه ويرفع روحه المعنوية بل
ويترك له كيس من الفاكهة وكانت هذه العبادة لجبر خاطر هؤلاء ،
وقد قرأت فى ذلك حديثـاً
لسيدي رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول
فيه مامعناه :
{ما
عبد الله بشئ أفضل من جبر الخاطر }
(1)مسند الشهاب
عن جابر
(2)(حل) عن
أَنسٍ رضَي اللَّهُ عنهُ
🌺 من كتاب قضايا الشباب المعاصر
🌺 فضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد
تعليقات
إرسال تعليق