لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصيام في شهر شعبان؟ الأمور كثيرة: الأمر الأول: ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه فقال: (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ) . الأمر الثاني: ليُعطي للمؤمنين درساً عملياً، لأن الذي يريد أن يصوم شهر رمضان ولا يحسُّ فيه بتعبٍ ولا رهق ولا مشقة؛ عليه أن يُسَخِّن بصيام بعض أيام من شهر شعبان، يتدرب فيها على الصيام، فإذا جاء شهر رمضان كان الصيام عادة، كاللاعبين في أي صنف من الألعاب الرياضية لو دخلوا المباراة بدون تسخين سيحدث لهم شدٌّ عضليّ، ولن يستطيعوا إكمال المباراة، لكن لابد من التسخين أولاً. فالمؤمن الذي يريد أن يصوم رمضان ولا يشعر بمشقة ولا يتأفف، ولا يقول كما يقول الجُهَّال (لماذا هذا اليوم طويل؟! أو هذا الشهر طويل ولا يريد أن ينتهي) هذا حبط عمله وضاع أجر صيامه. فمن يريد أن يصوم بلذة وبمحبة وبدون مشقة؛ عليه أن يتمرَّن في شهر شعبان بصيام بعض الأيام، وعندما يأتي رمضان أصبح عنده لياقة صحية وذهنية للصيام، فلا يشعر بتعب ولا جوع ولا عطش. فكان صلى الله عليه وسلم نعم القدوة للمسلمين في هذا الباب صلوات ربي وتسليماته عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تعليقات
إرسال تعليق