
سِرُّ الحيَاةِ الآدَمِيَّة 

عندما يتكون الجنين في بطن الأم ، وبعد أربعة أشهر :
ينزل ملكٌ ليقوم بأمر الله ، ويظهر فيه أنوار الأسماء والصفات ، فيتجلَّى الله بنور البصير على العين فتضيء وتفتح العين بسر اسمه سبحانه البصير ، ويتجلَّى الله بنور السَّميع على الأذن فتسمع ، وبنور المتكلِّم على اللسان فينطق ، وبنور الحىِّ على الجسم فيتحرك ، وكلما أشرق نور الحىِّ على عضو فيه يتحرك بإذن الله عزوجل ، ويتجلَّى العليم على العقل ليتأهل للعلم .
وهكذا .. فكل اسم من أسماء الله يعطى إشارة صغيرة بلمحة من الأنوار الإلهية التي اختصَّ بها هذا الإسم في هذا الإنسان ، فتظهر في الإنسان على الفور خصائص هذا الإسم على قدر الإنسان ، وليس على قدرالإسم .
ولذلك فإن الحق سبحانه وتعالى عندما يسحب أسراره : فإن الإنسان تجده نائماً ، وعيناه كما هما ، وأذنه كما هي ، ولسانه كما هو ،ولكنه لا يتكلَّم ، ولا يسمع ، ولا يرى ، ولا يتحرَّك ، . لماذا ؟
لأن صاحب السرِّ أخذ السرَّ ، وما دام السرُّ قد خرج ،
فكيف يتكلَّم ؟ أو يتحرَّك ؟ أو يسمع ؟
وهذا ما أبان عنه سيدنا على كرَّم الله وجهه حين قال :" يا ابن آدم تبصر بشحمة ، وتسمع بعظمة ، وتنطق بلحمة ، تؤلمك البقة ، وتنتنك العرقة ، وتقتلك الشرقة ، وأنت مع ذلك تواجه القوى سبحانه وتعالى بالمعصية "
إذاً فأنت ضعيف ، وربما لا يوجد في الكون أضعف من الإنسان ، فقد خُلق الإنسان من ضعف : تجده ماشيا فيقع ، أو جالسا يخرج منه السر بدون تعب ولا نصب ! ، ويموت ، يمشى يختال كالأسد ، فيصاب بشكة إبرة يحتار فيها العلماء والأطباء ، ويمكن تكون فيها نهايته ، لأنه خُلق ضعيفا.
---------------------------------------------
{حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق} 
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد 
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله 
=========================
تعليقات
إرسال تعليق