رؤية رسول الله في المنام وفي اليقظة

 

🌺  رؤية رسول الله في المنام وفي اليقظة

اتفق الأئمة الأعلام الصالحون الصادقون أن مهمة المرشدين الروحانيين والربانيين والعلماء العاملين تهذيب المريدين، وثقل بواطنهم حتى يتأهلوا للدخول على سيد الأولين والآخرين صلي الله عليه وسلم ، ولا يبدأ السالك في الإشراقات الروحانية، أو في تلقي المواهب الإلهية إلا بعد اتصاله بسيد البرية صلي الله عليه وسلم اتصالاً مباشراً،

 🌺 ولذلك يقول سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنه :

 ( لا يتم للسالك أمره حتى يجتمع برسول الله صلي الله عليه وسلم ،ويشاوره في أموره كلها كما يشاور أحدكم شيخه).

وهذا بداية الفتح الإلهي، وقبل ذلك استعداد وتأهيل لهذا المقام الجليل الكريم؛ مقام الفتح الإلهي بالاتصال مباشرة بحضرة النبي صلي الله عليه وسلم حتى أنهم يشاورونه في أخصِّ أمورهم،

       

🌺 يقول سيدي عبد القادر الجيلاني: ((لقد كنت أشاور رسول الله  صلي الله عليه وسلم في أخصِّ أموري، حتى أنني لم أتزوج إلا عندما قال لي: تزوج يا عبد القادر)).

أستاذ مرافق معه في كل أموره الظاهرة والباطنة، وقد يكون ذلك في بدايته مناماً، لكنه إذا ارتفع عنه الغطاء، وشُفي من كل داء، يرى سيد المرسلين صلي الله عليه وسلم  يقظة لا مناماً، في أي زمان وفي أي مكان يكون فيه.

🌺 كان سيدي إبراهيم المدبولي رضي الله الله عنه  يرى رسول الله صلي الله عليه وسلم مناماً، فيحكي لأُمه، فتقول له: كل الناس يرونه مناماً، لكن لا تكون رجلاً حتى تراه يقظة - أُماً مربيَّة - قال: فما زلتُ أجلو مرآة قلبي، وأُصفي نفسي حتى رأيته يقظةً، وأخبرتها، فقالت:
الآن وصلت لمقام الرجولية!، لأنه رأى سيدنا رسول الله يقظة، فكان يشاور سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في كل أموره، 

وكان يقول:

🌺 ((خمسة كان يربيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم  بذاته، أنا، وأبو الحسن الشاذلي، وعبد الرحيم القنائي، وأبو مدين الغوث، وعبد القادر الجيلاني)).

🌺 ومعنى يربيهم سيدنا رسول الله بذاته، يعني يربيهم يقظة بدون منام، فإذا وصل العبد إلى هذا المقام اطمأن، ولذلك شيوخ العارفين ذوي قدم الصدق عند رب العالمين يظلون خائفين من تقلب أحوال المريد ما دامت معه نفسه، لأن نفس الإنسان قد تجعله بعد أن يرقى إلى أعلى الرُتب العلية يتدحرج إلى أدنى الدرجات السُفلية، فلا يطمئنوا ولا يأمنوا على المريد إلا إذا اتصل بسيدنا رسول الله ، صلي الله عليه وسلم غير ذلك تكون عيونهم عليه، لأن النفس وشهواتها وحظوظها قد تودي به في الهاوية. ..

 🌺 فالنفس كما يقول إمامنا أبو العزائم رضي الله عنه :

🌺 ((لا ينتهي جهاد النفْس حتى مع كُمَّل العارفين إلا مع خروج النَفَس الأخير))

 ومن يقُل أنه انتهى من جهاد نفسه فهذا يتوه على الفور.

🌺 الشيخ عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه كان من الأئمة الأُميين، لا يقرأ ولا يكتب، وكان من فاس في بلاد المغرب، فكان يقول:

🌺 (( شيخي جاءني في أول شهر رجب ومكث معي رجب وشعبان ورمضان وشوال وذي القعدة، وفي اليوم الثالث عشر من ذي الحجة رأيتُ رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وإذا بشيخي يقول لي: الآن قد أمنتُ جانبك واطمأننت عليك، ولم أعد أخشى عليك شيئاً، واستأذن في الرحيل وتركه بعد أن أوصله إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم)

🌹من 📖 خصائص النبي الخاتم صلي الله عليه وسلم 🌹

🌹 لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد