
النُّورُ الذَّاتى وَالنُّورُ الصِّفَاتى 

نور الله عزوجل ينقسم إلى قسمين :نور حضرة الذات ، ونور الأسماء والصفات .
فالأسماء والصفات كالغفَّار ، والقهَّار ، والتوَّاب ، والحىِّ ، والقيُّوم ، وغيرها من التسعة والتسعين إسما التى نعرفها ، وهناك أسماء أخرى غيرها لا نعرفها.
وإليها الإشارة بقول رسولنا الكريم ﷺ :{ اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى ، مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ } (1)
وهذه غير التسعة والتسعين اسماً التي قال فيها الرسول :
" إن للَّهِ تِسْعَةَ وَتِسْعِينَ خُلُقَاً ، مَنْ تَخَلَّقَ بِوَاحِدٍ مِنْهَا دَخَلَ الجَنَّةَ ، فَقَالَ سَيِّدُنَا أبُو بَكْرٍ : أَفِىَّ وَاحِدٌ مِنْهَا يَا رَسُولَ الله ؟ ،.قَالَ : بَلْ فِيكَ ُكلُّهَا يَا أبَا بَكْر" (2)
والأسماء لها نور اسمه النور الصفاتي : وهذا الذي يشرق في عالم الملكوت ، ومنه خلق الملائكة ، ومنه نور الجنَّة ، ومنه كل شيء في عالم الملكوت .
لكن نور رسول الله من النور الذاتى :ولذا فلا يدرك كنهه ولا يعلم قدره إلا الله سبحانه وتعالى .
ولذلك فإن سيدنا رسول الله ﷺ تخطى سدرة المنتهى التي هي نهاية أنوار الملكوت ، وخاض في أنوار الذات ، بينما جبريل ( لأنه من نور الملكوت ) لم يستطع أن يتجاوز سدرة المنتهى ؛ لأن بعد سدرة المنتهى نور الذات ، ولذلك وقف وقال : " لو تقدمت قدر أنملة لاحترقت " ، لكن رسول الله لأن نوره ذاتيٌّ من نورالله ؛ اخترق ، ومشى حتى وصل إلى قاب قوسين أو أدنى .
فهو وحده ﷺ نور ذاتى ، ونحن وكل من بعده نور صفاتى ، وكل المخلوقات الروحانية .. فنورها صفاتى من أسماء الله الحسنى .
---------------------------------------------
(1) عن أنس رضى الله عنه فى جامع المسانيد و المراسيل .
(2) رواه أحمد والبخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه .---------------------------------------------
{حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق} 
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد 
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله 
=========================
تعليقات
إرسال تعليق