نصيب المرأة من الإسراء والمعراج
س: ما نصيب المرأة من الإسراء والمعراج؟
لا يوجد في الإسلام في الدرجات والمقامات والعبادات فرقٌ بين الرجل والمرأة، فإن المرأة إذا صدقت مع الله تبلغ مبلغ الرجال، وقد سماه النبي الكمال.
فالكمال يبلغه بعض الرجال، ويبلغه بعض النساء، ولذلك فإن الله عندما تحدَّث عن المقامات العشر في سورة الأحزاب قال تعالى:
{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } ( سورة الأحزاب: 35 ) .
وقال الله تبارك وتعالى عن الصدِّيقة: { وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ } ( سورة المائدة: 75 ) ، وهي مريم ابنة عمران، وقال فيها: { وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ } ( سورة التحريم: 12 ) .. واللغة تقتضي أن يقول: من القانتات، لكنه كما قال صلى الله عليه وسلم في شأنها:
{ كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَرْيَمُ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ } ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه ) .
والرسول صلى الله عليه وسلم يشير بأهل هذا الكمال إلى أن هذه المقامات الأربع موجودة على الدوام في نساءٍ تظهر فيها صورة هؤلاء الأقوام من عصره إلى يوم الزحام صلى الله عليه وسلم ، وليس هؤلاء الأربعة فقط، ولكن على الدوام في أهل الكمال .
فالمقامات ليس فيها رجلٌ وامرأة ... والقربات ليس فيها فرق بين رجل وامرأة إلا بالجد والاجتهاد وطاعة الله سبحانه وتعالى .
وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم .
من كتاب ( القول السديد )
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبو زيد .
تعليقات
إرسال تعليق