القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]

ما علامات ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

💧🌻🌹💧 ما علامات ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم💧🌹🌻

🌟✨ سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه رأى الإمام علي جالس في المسجد يُعطي درس علم، وليس حوله غير نفر قليل، والسوق كان قريباً من المسجد ومملوء عن آخره، فخرج إلى السوق ونادى:
 يا أهل السوق هلمُّوا فإن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يُوزع في مسجده.
فالتجار تركوا ما في أيديهم وأسرعوا، والمشترين أسرعوا، وظنوا كلهم أن سيدنا رسول الله قد ترك مال كثير ووضعوه في المسجد وسيوزعونه عليهم، فنظروا في المسجد فلم يجدوا أحداً غير الإمام علي يعطي درس
 وآخر يحفظ القرآن، وآخر يذكر الله، فقالوا لأبي هريرة: أين ميراث رسول الله؟!! 
فقال لهم: ما رأيتموه في المسجد هو ميراث رسول الله.
وهل ميراث رسول الله طين أو مال؟ لا، لكنه العلم
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم:
{ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا 
إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ }[1]

ما ميراث الأنبياء؟ العلم والنور، فهناك من يأخذون العلم وحده، وهناك من يأخذون النور وحده، وهناك من يأخذون العلم والنور معاً، وهذا الأكمل والأتم.
لكن كل مؤمن - حتى صاحب الإيمان الضعيف - له نصيبٌ في تركة رسول الله
 على الأقل له نصيب من النور في قلبه، لا يعلم مداه إلا الله، وهو نور الإيمان
 سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه كان يقول:
 ((لو كُشف عن نور المؤمن العاصي لملأ ما بين السماء والأرض
 فما بالكم بالمؤمن المطيع؟!)).
فكلنا معنا النور، ولكن كلما عمل الإنسان ذنباً يكون نكتة سوداء على القلب
 يختفي منها النور، كما وضَّح حضرة النبي صلى الله عليه وسلم:

{ إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ، صُقِلَ قَلْبُهُ، فَإِنْ زَادَ زَادَتْ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: ((كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) }[2]

والران يعني الستارة أو الغطاء، فيحجبه عن الطاعات والصالحات، والنفس
 في هذا الوقت تضحك عليه وتجرُّه إلى المعاصي والمخالفات، إلى أن يشاء الله
 فيكشف له ضَيَّاً من النور الذي معه، فيعرف أنه أخطأ
 فيرجع إلى الله سبحانه وتعالى: " إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ " (201الأعراف).
فميراث رسول الله العلم بأنواعه، العلم بأحكام الله وهو علم الشريعة والفقه
 والعلم بالله وهو العلم بأسماء الله وصفات الله، والعلم بأسرار كتاب الله 
وفيه أسرار لا يحملها إلا الأبرار والأطهار: 
" لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ " (79الواقعة) 
وليس المس باليدين، فهذا المسُّ سهلٌ، لكن لا يمسُّ معانيه وأنواره إلا المطهرون
 فلا يستطيع أن يمسُّ المعاني التي في القرآن والأنوار التي في القرآن
 غير صاحب القلب الذي طهَّره الرحمن تبارك وتعالى.

والعلم باليوم الآخر، والعلم بالجنة وما فيها وما أعدَ الله فيها لعباده الصالحين، والعلم بالنار وما جهَّز الله فيها للكافرين والمجرمين، والعلم بأحوال الأنبياء وأُممهم السابقين.
كل هذه العلوم الدكتور الأعظم في تدريسها هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فهل هناك أحد يؤلف علم من عنده ينافس به علوم سيد الأولين والآخرين؟! هذا نضرب بكلامه عرض الحائط، فأي إنسان يقول: قال الله، وقال رسول الله، لكن لو قال: أنا أقول كذا وكذا، نقول له: وماذا نفعل بك؟ نريد أن نعرف ماذا قال الله، وماذا قال رسول الله، وهذا اسمه مُبلِّغ يبَلِّغ عن رسول الله: 
" الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللهَ " (39الأحزاب).

والنور كذلك أنواع وأصناف لا عد لها ولا حصر لها.
فميراث النبوة هو هذا العلم النور الذي أعطاه الله تبارك وتعالى للنبي، وَوَرَّثه النبي صلى الله عليه وسلَّم لصحبه المباركين، وهم وَرَّثوه للتابعين، والتابعين ورَّثوه لمن يليهم من الصالحين والعلماء العاملين، وينتقل هذا العلم من طائفة إلى طائفة إلى يوم الدين، فهذا ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلَّم الذي نحرص جميعاً على أن يكون لنا قسطٌ منه أو نصيبٌ منه في هذه الحياة إن شاء الله.
================================
[1] جامع الترمذي وأبي داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه
[2] سنن ابن ماجة والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عرض أقل
🌹💧مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد💧🌹

reaction:

تعليقات