س: كثرت حالات الطلاق في بلادنا بين المتزوجين حديثاً فما الأسباب؟ وما الحلول؟ وما دور الأسرة في توعية الشباب قبل الزواج؟
======================================
يوجد في بلدتي السنة الماضية أكثر من عشر شباب طلقوا زوجاتهم في أول سنة في الزواج، فمنهم من طلق بعد شهرين، ومنهم من طلق بعد ثلاثة، ومنهم من طلق بعد أربعة أشهر، والسبب الرئيسي في هذه الأمور هو جهل الشباب والبنات بحقوق الأزواج والزوجات والأهل في الإسلام.
لا بد للشاب والفتاة المُقبل على الزواج أن يعرف أولاً ما له وما عليه نحو الزوجة، وهي نفس الشيء .. من أين ذلك ؟
من كتاب الله، ومن سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا أذكر أنه كان في القديم كان في حفل (الحِنَّة) يأتون برجل عالم ويجلس مع الشباب الذين من حول الشاب ويشرح لهم حق الزوج على زوجته، وحق الزوجة على زوجها من شرع الله، ومن كتاب الله، ومن سُنة رسول الله ، لكي يعرف ما له وما عليه.
والبنت تعرف ما عليها نحو أهل زوجها لأن كثيراً من حوادث الطلاق سببها الأثرة والأنانية، فالبنت عندما تُخطب وتتم الخُطبة، تقول له: أنا أريدك وحدك، ولا أريد أمك ولا أبوك ولا إخوتك، يقول لها: أنا لي شُقة في البيت؟ تقول له: أنا لا أتزوج في بيت يسكنون فيه، ابحث لي عن شقة في بيت آخر!!.
وما معنى هذا؟ معناه أنه لو زارها أحدٌ من أهل زوجها فستتجهم في وجوههم ولن تستقبلهم كما يجب، وتفرح وتسعد وتريد أن تصنع المستحيل عندما يزورها أحدٌ من أهلها، وهذا يُسبب كراهية أهل الزوج لها، وأحياناً يدفعهم لأن يدفعوه لطلاقها، ويقولون له سنزوجك أخرى أفضل منها .. لماذا؟ لأنهم يردون الإساءة الظاهرة منها.
في حين أننا لم نرى ذلك موجوداً عند أمهاتنا ولا أخواتنا، فكانت الواحدة منهن حريصة على إرضاء حماتها، وإرضاء أخوات زوجها لترضيه ولتنال رضاءه، إذن تحتاج الزوجة أن تعرف حقوق الأهل والأقارب.
بعد معرفة حقوق الزوجين هناك أمر آخر، فقد تفشت في هذه الأيام فاشية وهي المنشطات الجنسية والمخدرات والمسكرات، فالشباب يريد من ليلة الدخلة أن يستخدم المنشطات الجنسية، ولم يكشف ولا يعرف مدى تحمُل قلبه للجرعة المنشطة، أو كل كم يوم يتناولها، ويريد أن يُحمِّل البنت المسكينة ما لا تطيق، فيستخدم المنشطات ويريد أن ينام معها خمس أو ست مرات، وهي لا تستطيع ذلك لأنها جسم ولحم ودم ولها طاقة فلا بد وأن يراعي الشباب هذا الأمر.
كذلك يجب أن يراعي الوفاق، لأن الإسلام شدد على الوفاق، والوفاق معناه أنها يكون لها رغبة عندما يطلبها للنوم معها، وتبادلك الرغبة، لكنك تريد أن تنام معها وهي ليس لها رغبة فتولد عندها كراهية واشمئزاز لهذه الحالة، هذه الحالة إذا كان معها والعياذ بالله البرشام فتكون مصيبة من المصائب، والشباب يوعز إلي بعضهم أن البرشام والمخدرات لابد منها لهذا الأمر، مع أن هذا أمرٌ يتنافى مع العلم ومع الطب لكنها مصيبة حلت في هذا البلد في هذا الأمر.
هناك أمر آخر، وهو أن الشاب والبنت أهم شيء عندهم هي حفلة الزواج، تريد قاعة بكذا وتتكلف كذا ويأتى الفقراء ويسألون: أين الوليمة؟ فيقولون: ليس معه شيئاً فقد أنفق كذا وكلف كذا واقترض كذا، وهل يجوز أن أن يقترض ليؤجر قاعة؟!
الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالوليمة وقال لسيدنا عبد الرحمن بن عوف:
{ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ } [ البخاري ومسلم ].
وهذه الوليمة لمن؟ قال صلى الله عليه وسلم :
{ شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، يُدْعَى لَهَا الآغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ } [ البخاري ومسلم ] .
لأن الوليمة أساساً للفقراء، فعندما أصنع وليمة للفقراء فإن هذا الطعام يمنع النقم، ويمنع السوء الذي ينزل، ويمنع الحسد، ويمنع كل البلاء، ويجلب الخير من الله، والدعاء من الفقراء مستجاب في هذه الآنات فيكون هذا الزواج مباركٌ إن شاء الله.
أين الوليمة الآن؟! تجد الشاب يترك الوليمة وأهم شيءٍ عنده هي الأمور التي نراها، وهي الأفراح التي فيها سفه وفيها تبذير، مع نهي الله عزَّ وجلَّ عن التبذير: { وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا } [ سورة الإسراء: 26 ].
بعض هذه الأمور وغيرها هي التي تسبب المشاكل في هذه الأيام، ويضاف إلي ذلك أيضاً أن الزوجين من البداية ينظرون نظرة مادية ويقول لها: أهلك ماذا أعطوكي؟
وهي تقول له: وأهلك ماذا أعطوك؟ وهذا يجعل بينهم أمورٌ خلافية شخصية، لكن الإسلام غير هذا، فكل ما عليهم أنهم يجهزون البيت بما يناسب أحوالهم لكى يكون بيتاً مسلماً لزوجين مسلمين، وينجبون أطفالاً يوحدون الله عزَّ وجلَّ .
من كتاب :" فتاوى فوريَّة " .
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد
تعليقات
إرسال تعليق