حمل الكتاب مجانا |
المؤلفالشيخ فوزي محمد أبوزيد
من أجَلِّ العبادات التي يتقرَّب بها العبد إلى ربه، وينال بها وصاله وقربه، ويسعد بسببها بصحبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه؛ عبادة الصيام.
ولذلك قال عليه أفضل الصلاة والسلام لزوجته التقية النقية السيدة عائشة رضى الله عنها:
{ داومي قرع باب الجنة، قالت: بماذا؟ قال: بالجوع }(1)
وأىُّ عبادة يقوم بها العبد لربِّه لا بدَّ له أولاً قبل القيام بها أن يتفقه فيها، حتى يؤديها كما ينبغي ....
فينال بها القبول من الله عز وجل
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( لا خير فى قراءة إلا بتدبر ولا عبادة إلا بفقه) (2)
وقال بعض الصالحين:
{ علم بلا عمل ضلال ، وعمل بلا علم وبال }
فإذا تفقَّه العبد في دين الله، وعلم ما ينبغي عليه أن يقوم به، ليكون عاملاً بشرع الله، وقام بعد ذلك عاملاً بنيَّة خالصة لوجه الله، وأدام ذلك؛ أحبَّه الله؛ فوهبه رذاذاً من فتحه، وخالصاً من عطاءه، مصداقاً لقول الله تعالى:
( واتقوا الله ويعلمكم الله ) (282البقرة)
وبشرى للعاملين ذكرها رسول الله r فقال:
( من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم) (3)
ولمـاَّ كان لزاماً علىَّ لإخواني في الله والمسلمين أجمعين تبصيرهم بما لا بد لهم منه في شرع الله عز وجل؛ جمعنا في هذا الكتاب الذي لا غِنى عنه لكل مسلم ومسلمة:
- أحكام الصيام الشرعية، مقرونة بأدلتها التشريعية، مع مراعاة التيسير والوسطية الإسلامية.
- وأجبنا فيه عن كل التساؤلات التي يحتاج إليها المسلم المعاصر، والتي هي مستجدات عصرية، لم تُذكر في كتب الفقه القديمة، وأسندناها إلى العلماء الأجلاء المعاصرين، والمجامع الفقهية التي تعرضت لهذه المسائل العصرية،
بعد الرجوع إلى قرارات المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في ذلك.
بعد الرجوع إلى قرارات المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في ذلك.
- هذا وقد ذكرنا السنن والمستحبَّات للصائم، وبيَّنا أهمَّ القربات التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في شهر رمضان ليفوز من الله بكمال رضوانه، ويحظى منه عز وجل بخيره وبره وإحسانه(4)
- وألمحنا إلى بعض الحقائق التي تتجلى من الله في قلوب عباده الصادقين الصائمين، إلهاماً لَدُنِّيـَّاً، وحِكَماً قدسيَّة، وعلوماً ذوقيَّة، ليشتاق إلى ذلك العاملون، ويحنُّ إلى بلوغ هذه المقامات الواصلون.
أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم
وأن يمنَّ علينا دوماً برضاه، ويلحظنا بعين عنايته
ويوفقنا لما يحبه ويرضاه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تعليقات
إرسال تعليق