🌺 التصوف فى مصر 🌺
هل التصوف الموجود حالياً في مصر هو التصوف
الصحيح؟
هو كأى شيء موجود في مصر منه التصوف الصحيح الذي على الهدى القويم
وعلى الصراط المستقيم ويتمسك أهله بشرع النبي الرءوف الرحيم، ومنه بعض الاخوة
الذين تشعبذوا وخرجوا عن الطريق وظنوا أنهم من أهل التحقيق ويعتقدون بأنه مادام
الواحد منهم قد وصل فليس عليه صلاة ولا عبادات- ونحن نقول لهؤلاء: من قال أنى قد
وصلت وترك الصلاة، فقل له:
إنك قد وصلت إلى سقر، لأنه لو كان لأحد أن يترك الصلاة لكان رسول الله
وما تركها حتى في مرض وفاته، ولو كان لأحد أن يترك الصلاة لكان أبوبكر وعمر
والخلفاء الراشدين وما تركها رجل منهم لحظة حتى لقى رب العالمين.
والبعض منهم تحدث بعض المخالفات الشرعية في جلساته كأن يسمح للنساء
بالجلوس مع الرجال بدون حاجز ولا ستار وهذا عمل يتنافى مع شرع الله وكما قلنا يجب
أن نكون شرعيين – البداية شرعية لتكون النهاية صوفية- إذاً فإن الصوفية المعتمدين
هم المتمسكون بشرع الله في كل وقت وحين فمهما تحقق ومهما وصل واتصل فلا يغادر شرع
الله قيد أنملة ولا يسمح لنفسه أن يختلى بامرأة ويغلق الباب عليه وعليها ثقة في
نفسه ونقول لمثل هذا: إذا كنت على ثقة من نفسك فهل أنت على ثقة فيمن تجالسك؟
فلا يخلُوَن  رجل مع امرأة إلا
مع ذي محرم، وهناك كذلك من يستخدمون الطريق لجمع الأموال ويطوفون البلاد ويفرضون
على الناس: "إتاوات" و "عادات" ويجعلون لكل بلد خليفة وهذا
الخليفة يجمع الأموال وغيرها للشيخ وهكذا...
وأنا شخصياً في بداية دخولي لطريق الله كان هناك رجل أتوسم فيه الصلاح
وكان يأتى إلى بلدتنا بهذه الكيفية بعدها رأيته في المنام وحوله حطام كثير ويدعوني
أن أعينه على أن يحمله على ظهره فعرفت أنهم كما قال الله:
🌺 {يحملون أوزارهم على ظهورهم  }
[31الأنعام]
وذلك لأن هؤلاء يعطونه فيتحرج من النصح لهم ويستحى من إرشادهم ولا
يقول لأحدهم أنت على الباطل وبعضهم لا يصلى ولأنه يدفع الإتاوة أو يعطى العادة فلا
حرج- ومثل هؤلاء لا شأن لهم بالتصوف بل لا شأن لهم بالدين لأنهم استخدموا الدين
وسيلة لجمع الدنيا مع قول رسول الله صلي الله عليه وسلم فى معنى الحديث الشريف :
 🌺 {ملعون ملعون ملعون من طلب
الدنيا بعمل الآخرة}
ولذلك وضح حضرة الله- مع من نمشي يا رب من هؤلاء القوم؟
ذكر الأوصاف في القرآن وأول وصف:
🌺 {اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون }[21 يس]
أي اتبع من لا يطلب منك كثير ولا قليل بل يعطيك – وهم مهتدون على شرع
اللهعز وجل  .
والوصف الثاني: أن يكون عالماً بشرع الله لأنه مسئول عمن حوله وأول
شيء يبصرهم به هو شرع الله وبعد شرع الله يأخذهم إلى العمل بما علموا وبعد ذلك
يأخذهم إلى حلقات الصفاء ليأتيهم النور والضياء وبدون الشرع لن يصلوا إلى هذا
المقام العظيم.
والوصف الثالث:
🌺 {قل هذه
سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} [108 يوسف]
لا بد أن تكون لديه بصيرة منيرة يقول فيها الحبيب:
🌺 { اتَّقُوا فِرَاسَةَ
المُؤْمِنِ، فإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ الله } (1)
والوصف الرابع: من هو الرجل الذي أمر الله موسى أن يذهب إليه وما
صفاته؟ .. لم ينوه عن شكله ولا لونه ولا هيئته وإنما قال
🌺
{ آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما }[65الكهف]:
وانتبهوا إلى الترتيب أولاً الرحمة وبعد ذلك العلم اللدني فيجب أن
تكون لديه الرحمة التى تسع الصغير والكبير والغنى والفقير ولا يخص الغنى في مجلسه
بالإقبال والفقير بالإدبار  لأنه يعمل بقول
الله للحبيب:
🌺 {واصبر
نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه }[28الكهف]
وهؤلاء هم الصالحون الذين على المنهج القويم وهو منهج رسول الله صلي
الله عليه وسلم - لكن من اتبع الدنيا ويريد فيها المصالح أو من ابتعد عن شرع اللهعز
وجل  ولم يستقم عليه فلا شأن لنا بهؤلاء
لأنهم أدعياء التصوف لأن الواحد منهم قد يُؤيد دعواه فيأتي بورقة ويقول أنا من
شجرة النسب ولا شأن لي بالنسب لأن النسب الذي أريده هو نسب شرع الله بينه وبين
رسول الله لأنه قال لفاطمة:
🌺
{ يَا فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ! ٱعْمَلِي لِلَّهِ
خَيْراً فَإِني لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَا
عَبَّاسُ، يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ! ٱعْمَلْ لِلَّهِ خَيْراً فَإِني لاَ أُغْنِي
عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ } (2)
 وفى رواية 
🌺
{ يا بنى عبدالمطلب لا يأتينى الناس بالأعمال وتأتوني بالأحساب
والأنساب}
ولم يقل هات ورقة النسب وعلقها على الحائط وانتهى الأمر لأن المنسب
يجب أن يكون أكثر الناس حرصاً على الانتساب للنبي بالشرع الشريف وقد يقول قائل: إن
أبي كان من الصالحين ولا شأن لي بذلك إذ يجب أن يقول: من أنا؟
وإذا كان أباه من الصالحين فلن ينفع إلا نفسه ولكي أقود صالحين لابد
وأن أكون أكثرهم همة في العمل بدين الله وأكثرهم معرفة بشرع الله جل في علاه وأحرص
كل الحرص في كل حركاتى وسكناتي ألا أذل وألا أضل لأن خلفى أمة تتبعني و"ذلة
العالِم ذلة للعالَم" 
(1)عن أبي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ سنن الترمذي
(2)جامع
الأحاديث والمراسيل عن سماك بن حذيفة عن أبيه.
🌺 من كتاب قضايا الشباب المعاصر
🌺  فضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد

تعليقات
إرسال تعليق