حق الزوجة-------------
حق الزوجة عندما ذهبت واحدة من نساء الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم تقول له يارسول الله: ما حق المرأة على زوجها؟
قَالَتْ: قالَ رسُولُ اللّه صلى الله عليه وسلم:
«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لاِهلِي ُ» (1)
و قد قال الله في كتابه العزيز :
( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )[الآية(19) النساء]
والمعروف أي الكلمة الطيبة، والكلمة الطيبة صدقة ، فالرجل خارج البيت تكون معاملته مع الناس جيدة جداً ، والكل يشكر فيه، وعندما يدخل البيت تظهر المعاملة السيئة فلا ينفع مثل ذلك، فأولى الناس بالمعاملة الحسنة هم زوجته وأولاده لأنهم يحتاجون لعطفه وحنانه.
فالرسول أمر الرجل أن يبدأ بخير المعاملة لأهله وهى المودة والرحمة، حتى إذا حدث بينهم بعض الخلاف أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعالجوا هذه المشكلة بينهم وبين بعضهم بعيداً عن الأولاد، وكذلك بعيداً عن أمه وأمها لتظل كرامتهم محفوظة، فبعد دخولهما إلى غرفتهما يتعاتبون عتاباً رقيقاً لينهيا المشكلة – لكن يهينها أمام أولادها ... لا ينبغى، أو يهينها أمام أمه أو أخته لا يجوز ذلك في الإسلام لأن الإسلام أمر بحسن العشرة، أنه يلزم أن يكرَّمها وهى تكرمه، وللمزيد من التوضيح فى الحقوق ، فعندما سأل حكيم بن معاوية النبى :يارسول الله مَا حقُّ المَرْأةِ على زَوْجِها؟ قال:
«تُطْعِمُهَا إذا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوهَا إذا اكْتَسَيْتَ، وَلا تَضْرِبِ الوَجْهَ، وَلاَ تُقَبِّحْ، وَلاَ تَهْجُرْ إلاَّ فِي البَيْتِ» (2)
{أن يطعمها إذا طعمت ..} :
الأكل الذي يأكل منه يؤكلها منه، فلا يجوز أن يكون له أكل مخصوص وهى والأولاد لهم أكل آخر، فلا ينفع ذلك في الإسلام فالأكل يجب أن يكون واحد .. مثلاً الرجل يتعب في السعي على المعاش، وزوجته طبخت في هذا اليوم لحم، فنميزه قليلاً عن الأولاد، ولكن لا نطبخ له لحماً ونترك الأولاد بدون لحم، ولماذا قال الرسول هذا الكلام؟ .... لأن العرب في الزمن الأول قبل الإسلام كانوا يعاملون النساء معاملة الخدم:فإذا تبقى من أكل الرجل تأكل وإن لم يتبقى فلا تأكل، فجاء الإسلام وقال لا، ما يأكل هو منه تأكل هي منه .
ويكسوها .. أيضاً، عليه أن يكسيها:
ولنفرض أنها موظفة وعندها أموال ليس لنا شأن، لأن النفقة على الرجل وإن ساعدته من نفسها فلا مانع لأنها غير مكلفة فقال: {أن يطعمها مما يأكل وأن يكسوها إذا اكتست}، أي إذا احتاجت الكسوة .
بعد ذلك، قال: {ولا يضرب الوجه ولا يقبح} ، فلا يضربها على وجهها ولا ينطق بالكلام القبيح ، هل الرجل له أن يضرب زوجته؟
يتبع ان شاء الله
--------------------------------------
(1) سنن الترمذي والدارمي وغيرهم عن عَائِشَةَ.
(2) عنْ حَكِيمِ بنِ مُعاويَةَ سنن النسائي الكبرى، وحدث به الوادعى فى الصحيح المسند عن كرز بن علقمة والألبانى فى صحيح ابن ماجه رواية عن معاوية بن حيدة القشيرى.
-------------------------------------
من كتاب ( المؤمنات القانتات )
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد.
تعليقات
إرسال تعليق