من كمال لطفه ﷺ وكريم معاشرته أنه كان يجالس نساءه ويحادثهن ويلاطفهن ويمازحهن ويعاملهن بالود والإحسان، قال ﷺ:
{ خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي }
[ الترمذي عن عائشة رضي الله تعالى عنها ].
وزاد ابن عساكر في روايته: { وَمَا أَكْرَمَ النِّسَاءَ إِلا كَرِيمٌ وَلا أَهَانَهُنَّ إِلا لَئِيمٌ } .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ :
{ إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ } [ مسند أحمد ].
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال ﷺ : { خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِلنِّسَاءِ } [ الحاكم في المستدرك ].
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه ﷺ :{ أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِكُمْ }
[ الترمذي ].
حتى حكت السيدة عائشة رضي الله عنها: أنه جلس معهم ذات ليلة وحدثهم عن جماعة من النساء اجتمعوا في العصر الأول، واتفقوا على أن تتحدث كل امرأة عن زوجها وتصفه كما تراه ولا تكذب في ذلك، وحدَّثهم حديث عشر نساء تصف كل واحدة زوجها بما رأته وعاينته، وفي الختام حكى لهن عن أفضلهن وكانت امرأة إسمها أم زرع، فأخذت تصف زوجها بصفات كلها محبة، عكس السابقات كلهن يُعبن أزواجهن ويُظهرن ما فيهم من العيوب إلا هذه، فأخذت تتحدث عن محاسنه، وعن أوصافه الكريمة، وعن خلاله العظيمة، فقال ﷺ :
{ كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ } [ البخاري ومسلم ].
وجاء في رواية الهيثم بن علي: { كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ، في الأُلْفَةَ والوَفاء لاَ فِي الفُرْقَة والجَفَاء } .
وزاد الطبراني في روايته:
{إِلاَ أَنَّه طلَّقَهَا وإني لاَ أُطَلِّقُك} وزاد النسائي والطبراني: قالت عائشة رضي الله تعالى عنها :
{ يَا رَسُولَ الله بَلْ أَنْتَ خَيْر مِنْ أَبِي زَرْع }
فكان ﷺ يُحدث نساءه، وكان في منزله يشاركهن في أعمال المنزل، وهذا من تواضعه الجم، روى البخارى عن الأسود قال: سألت عائشة رضي الله عنها: { مَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ } [ صحيح البخاري ].
وفي هذا تنبيه للأمة أن يسيروا على هذا الكمال، ولا يكونوا من جبابرة الرجال خاصة مع الأهل والعيال. ولقد أوصى رسول الله ﷺ بالنساء خيراً في مناسبات متعددة، وفي مجتمعات خاصة وعامة،
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وأرضاه أن النبي ﷺ قال: { اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ }، وفي سنن الترمذي وابن ماجة أن النبيﷺ قال في خطبته يوم حجة الوداع: { اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا }، فإن مثله في موضعه يكون عنده شيء من الأنفة، وشيء من الكبر، يتكبر عن الخدمة، وعن فعل الأشياء الدنية، وعن المشاركة في الأعمال الصغيرة، لكنه ﷺ عندما سُئلت السيدة عائشة: كيف كان رسول الله ﷺ يصنع في بيته، قالت : { مَا يَفْعَلُ أَحَدُكُمْ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَرْقَعُ دَلْوَهُ } [ صحيح ابن حبان ].
وغيرها من الأعمال المنزلية التي كان يشاركهم فيها تطييباً لخواطرهم، وإذهاباً لنخوة الكبر من نفسه، وإحساساً لهم بأنه ﷺ يشعر بهم ويحس بهم ويشاركهم في كل أحوالهم، فكان ﷺ كريم المعاشرة لنساءه.
قبسٌ من كتاب : " الجمال المحمدي ظاهره وباطنه"
لفضيلة مولانا الإمام/ فوزي محمد أبوزيد
تعليقات
إرسال تعليق