* كيف نستعد؟ وكيف نتجهز لاستقبال شهر الصوم؟
-------------------------------------------
نحن نستعد جميعاً الآن لاستقبال شهر رمضان وفريضة الصيام. كيف نستعد؟ وكيف نتجهز لاستقبال شهر الصوم؟
- أما العوام فيستعدون بتجهيز المأكولات والمشروبات والمسلِّيات والأمور التي يضيعون بها الأوقات فتكون عليهم يوم القيامة حسرات ومصيبات، فالذين يضيعون أوقات رمضان في المسليات والمسلسلات الهابطات سيقولون جميعاً يوم القيامة كما أنبأ الله
ولا تنفع الحسرة في ذلك اليوم ولا ينفع التوجع أو التألم في ذلك عندها!!! لأن يوم العمل قد فات ويوم إعطاء الثواب أو العقاب هو الآت.
إذاً كيف يتجهَّز المسلم، وكيف يتجهَّز المؤمن، وكيف يستعد المحسن، والموقن، لشهر رمضان الكريم؟ أولاً يجرد نيته ويحضر سريرته ويُصفّي نفسه وقلبه لله عزَّ وجلَّ ويُحدد لنفسه وجهة يطلبها من مولاه ويبتغي بعمله في شهر الصيام تحقيق ما أمّله من الله والفوز بما يرجوه من كرم الله عزَّ وجلَّ ، ..... وأقل المؤمنين عند الله عزَّ وجلَّ شأناً قال فيه صلى الله عليه وسلم:
{مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً واحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ} (1)
وقال البخارى في كتابه الأدب أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ المِنْبَرَ فقَالَ : {آمينَ آمينَ آمينَ. قيلَ: يَا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ المِنْبَرَ، قُلْتَ: آمينَ آمينَ آمينَ، قال: إِنَّ جِبْرِيلَ أتَاني فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ قُلْ: آمين...} وفي رواية: { شقى من أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له فقلت: آمين}.
فالذي يدرك شهر رمضان ويوفقه الرحمن عزَّ وجلَّ لحضور أيام شهر رمضان عليه أن يستحضر في نفسه وعليه أن ينوي في قلبه وعليه أن يجهز في سريرته من الآن لماذا يصوم شهر رمضان؟ فإذا كان يصومه للعادة المرعية كما يصوم الناس ولم يحدد لنفسه وجهة عند رب الناس فليس له أجر ولا ثواب عند الله عزَّ وجلَّ لقوله صلى الله عليه وسلم :
{إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى} (2)
ومن يصومه خوفاً من لوم من حوله ويتمنى في نفسه أن يذهب إلى مكان بعيد فيفطر فيه هذا يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيه:
{ رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ }(3)
لأنه يصوم عن غير اقتناع وعن غير رضا بأمر الله وعن غير محبة لتنفيذ شرع الله والله عزَّ وجلَّ لا يعطى الثواب إلا لمن عمل العمل خالصاً ابتغاء وجهه عزَّ وجلَّ
( فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )(110الكهف)
إذاً ماذا يفعل المسلم؟ ينوى من الآن أن يصوم شهر رمضان
* لينال في نهايته شهادة بالغفران من الحنان المنان عزَّ وجلَّ
* فينوى الصيام لطلب المغفرة
* وينوى الصيام لمحو ذنوبه وستر عيوبه، وتكفير سيئاته،
* وزيادة حسناته عند الله عزَّ وجلَّ، وهذا هو الذي أخذ بوجه من قوله سبحانه في بيان حكمة الصيام
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ) لماذا يارب؟ وما الحكمة يا الله؟ .... ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )(183البقرة).
-------------------------------------------------
(1) رواه البخارى في صحيحه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة.
(2) متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب
(3) رواه أحمد والدارمى في مشكاة المصابيح عن أبي هريرة
-------------------------------------------------
من كتاب ( الخطب الالهامية شهر رمضان وعيد الفطر )
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد ).
تعليقات
إرسال تعليق