حِفْظُ اللهِ لَهُ ﷺ فِي صِبَاه
تولى الله حفظه ﷺ في صباه حتى أنه عندما أراد أن يفرج عن نفسه ،
وقال للغلام الذى يرعى معه :
(( أُحْرُسْ لى غَنَمِى ، لأذْهَبَ إلى هَذَا الْعُرْسِ لأشَاهِدَهُ ،
فَـذَهَبَ إلى الْعُرْسِ ، وَعِنْدَمَا جَلَسَ نَامَ ،
وَلَمْ يَسْتَيْقَظُ حَتَّى لَسَعَتْهُ حَرَارَةُ الشَّمْسِ في اليَوَمِ التَّالى ، فَعَادَ ،
فَقَالَ لَهُ : رَأيْتَ الْعُرْسَ ؟ ، فَقَصَّ لَهُ مَا حَدَثَ ، وَبَعْدَ عِدَّةِ أيْامً ،
أُقِيْمَ عُرْسٌ آخَرٌ ، فَـذَهَبَ إليْهِ ، فَحَدَثَ لَهُ مَا حَدَثَ فِيمَا سَبَقَ ،
فَلَمْ يَذْهَبْ إلى عُرْسٍ بَعْدَ ذلِكَ أبَداً )) (1)
فقد حرسه الله من اللهو البريء ، مع أنه ﷺ قد أمر به ، وقال :
( أَعْلِنُوا هذَا النِّكَاحَ، واجْعَلُوهُ في المَسَاجِدِ واضْرِبُوا عَليْهِ بِالدُّفُوفِ ) (2)
لكنه حفظه الله حتى من هذه الأشياء فهو الذى حفظه حتى من اللهو ،
ومن اللعب ، ومن السجود لصنم ، ومن شرب الخمر ،
حتى أن أعمامه غضبوا منه لأنه لا يذهب معهم إلى أصنامهم في أعيادهم .
(( فأرسَلوا إليْه عَمَّاتِه ليَشْدُدْنَ عليه أنْ يذْهَبَ مَعْ أعْمَامِه،
فَمَا زِلْنَّ بِهِ حَتَّى أرْغَمْنَهُ عَلى الذِهَابِ وَ الْحُضُورَ مَعَهُمْ ،
فَلمَّا ذَهَبَ إلى الصَّنَمِ رَأى سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ
وَ قَالَ لَُه ( مَا جَاءَ بِكَ إِلَى هُنَا ؟ ( إذْهَبْ ) ،
فَغُشِىَ عَلَيْهِ عِنْدَ رُؤْيَةِ سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ ،
وَعِنْدَمَا أَفَاقَ قَالُوا لَهُ مَاذَا حََدَثَ ؟
قَالَ : رَأيْتُ شَخْصَاً يَقُولُ لِى : لا تَسْجُدْ وَ ارْجَعْ )) (3)
ومن يومها لم يرجع إلى صنم من هذه الأصنام ،
ومن هنا فقد كانت الملائكة تتولاه وترعاه وتحرسه برعاية الله .
----------------------------------------
(1) أخرجه ابن راهويه في مسنده ، وابن اسحاق والبزار ، والبيهقى ،
وأبو نعيم ، وابن عساكر ، عن على بن أبى طالب tوكرَّم الله وجهه
(2) رواه الترمذى عن عائشة رضى الله عنها وحسّنه .
(3) أخرجه ابن سعد وأبو النعيم وابن عساكر عن ابن عباس .
------------------------------------------
همسات إيمانية من كتاب
{حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله
==========================
تعليقات
إرسال تعليق