القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]

النهج القرآنى فى الرد على من آساء إلى رسول الله صل الله عليه وسلم


واجب المسلم المعاصر نحو رسول الله  
                           صل الله عليه وسلم                                                                    

سلوك النهج القرآنى فى الرد على من أساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم



ولاتستوى الحسنة و لا السيئة



قدم الله عزَّ وجل لنا المنهج الكريم في التعامل مع أهل الإساءة لنا أجمعين فقال تعالى:
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ)
إذاً ماذا نفعل؟
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
ما النتيجة؟
(فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (34-فصلت)
هذا هو منهج القرآن الذي أنزله الرحمن على النبي العدنان صلى الله عليه وسلم
وعمل به المسلمون في كل وقت وآن
وهذا المنهج واضح في أكثر من موضع في القرآن، 
وأول من طبق هذا المنهج هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.



القرآن يرد عن رسول الله



فأنتم تعلمون جميعاً أن أهل مكة قد وصفوه بأقبح الصفات و أشنعها، 
وعلى الرغم من ذلك - وتطبيقا لهذا المنهج القرآنى السامى - 
أمره الله عزَّ وجل ألا يرد عن نفسه، وقال له في قرآنه:
(إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (95-الحجر)
فإذا قالوا ساحر؛ 
يرد الله عزَّ وجل في قرآنه فيقول: (ما هُوَ بِسَاحِر)،
وإذا قالوا شاعر، 
يرد الله عزَّ وجل في قرآنه الكريم ويقول:
(وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ) (41-الحاقة)
وإذا قالوا مجنون ؛ فيرد من يقول للشيء كن فيكون ويقول:
(وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ) (22-التكوير)
فتولى الله عزَّ وجل بذاته الرد على إساءة الكافرين والمشركين والجاحدين على حبيبه ومصطفاه
صلى الله عليه وسلم، وقال له منبهاً ومعلماً:
(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)
(199-الأعراف) :
لأن هذا هو الذى يؤدى إلى النتيجة التى ذكرها الله:
(فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (34-فصلت)
***************
                                     وجزاء سيئة سيئة مثلها                                                                 

إشارة لطيفة!!



ثم يتناول القرآن الكريم هذا المنهج فى موضع آخر، 
فيبين الله عزَّ وجل لمن يرد على السيئة بالسيئة فيقول:
(وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا) (40 الشورى)
وهنا إشارة لطيفة!! فلنقرأ: 
(وجزاء سيئة)، ثمَّ وقْفٌ فى القراءة، (سيئة)، ثُمَّ وقفٌ ثانى، (مثلها)،
وهذا يعنى: أن جزاء السيئة - أى الرد عليها - سيئة أيضا،
أو بتعبير آخر أنك إن قوبلت بسيئة فى حقك، فانتصرت لنفسك ورددت عليها، 
فقد ارتكبت - إذاً - سيئة مثلها، فمن يرد على السيئة بالسيئة يصبح مثله!!
ماذا أفعل إذاً؟!!!
(فمن عفا وأصلح فأجره على الله) (40-الشورى)



هذا هو المنهج القرآنى فى الرد على الإساءة.



وتعالوا نأخذ بعضاً من الأمثلة التى طبق صلى الله عليه وسلم فيها هذا المنهج على نفسه،
وفى بيته، وبين أصحابه، حتى لم يدع مجالاً لمتشكك أو مرتاب فى جمال وكمال وسماحة هذا الدين.



العفو عند المقدرة



ومهما اشتدت الإساءات و توالت عل أى أحد، 
فإنه لا يوجد من تعرض لإساءات أشد مما تعرض لها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل مكة، 
حتى أنه صلى الله عليه وسلم يوضح ذلك فيقول:
 (فرعوني أشد علىَّ من فرعون أخي موسى عليه)، 
وفرعونه كان أبو جهل، ومع ذلك عندما دخل مكة فاتحاً، جمع أهل مكة - وجاءوا خائفين، فقد فتحت مكة عنوة - 
وقال لهم كما تعلمون أجمعين: (ماذا تظنون أني فاعل بكم؟)
فقالوا بأطراف ألسنتهم وليس من قلوبهم: خيراً!! أخٌ كريم، وابن أخٍ كريم. 
قال: إذهبوا فأنتم الطلقاء، لا أقول لكم إلا كما قال أخي يوسف لإخوته:
(لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) 
(92 – يوسف)



ابن فرعون هذه الأمة
ومثال آخر لترى كيف أن عدم مقابلة الإساءة بمثلها يلين الطبع الجافى، 
بل ويحوِّل العدو إلى صديق وافى!!
عندما تيقن ابن فرعون الأمة - عكرمة بن أبي جهل – 
أن النبي صلى الله عليه وسلم داخل مكة لا محالة، هرب ولم يكن يدري إلى أين يتجه، 
فاتجه إلى اليمن .
فلما رأت امرأته صنيع رسول الله – عند فتح مكة -أرسلت إليه رسالة على عجل: 
يا عكرمة أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يعفو ويصفح، 
ويصل الرحم، ويحمل الكلَّ. 
فوصلت الرسالة إلى عكرمة، وهو على أهبة أن يركب سفينة إلى بلاد الحبشة، 
فرجع، وعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، 
وكانت نتيجة العفو أن نذر أن يجاهد في سبيل الله، 
وظل يجاهد حتى استشهد في معركة اليرموك في فتح بلاد الشام..
ولو أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامله بمثل صنيعه، لمات كافراً، 
ولكنه صلى الله عليه وسلم - وهو الرحمة المهداة - أراد أن يجمع الخلق على الله، 
ويحببهم إلى ذات الله، لا أن ينفرَّهم من طريق الله.
منقوول من كتاب : واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله صل الله عليه وسلم
لمطالعة الكتاب أو تحميله مجانا أضغط: هنــــــــــــــــــــــــــــــــا
**************
reaction:

تعليقات