القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار [LastPost]

رسالة الأمة المحمدية دعوة الخلق إلى الحق


 ادعُ نفسك فإن استجابت فادعُو غيرك                
والآن و قد استبان لنا جليَّـا - فيما سبق - أن مهمَّة هذه الأمَّة هى مهمَّة الأنبياء والرسل، ألا و هى دعوة الخلق إلى الحق ،
فإنه لابد من مرحلة أساسية قبل أن يمكن لأى مسلم اليوم و فى أي يوم أن يدعو غيره ؟
نأخذ هذا الأساس من خطابه لنا سبحانه و تعالى بقوله :
(( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ))
(الآية110 آل عمران)
فإن المتبصر فى هذه الآية يرى العجب العجاب في ترتيب كلام الله فنحن نعتقد ونظنُّ ونوقن أن الإيمان هو البداية ،
 وأن الأعمال تتبع الإيمان .. !! .
لكنَّ الله عزَّ وجلَّ جعل الإيمان في الترتيب
تاليا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) 
فإذا فعلتم ذلك ... ( تؤمنون بالله )
فكأن من لم يأمر نفسه بالمعروف ، ولم ينهها عن المنكر ، فهو في حاجة إلى تجديد الإيمان بالله ، مع حضرة الله جلَّ في علاه .
لأن المؤمن الذي آمن إيماناً حقاً :
هو الذي يأمر نفسه ، ولا أقول يأمر غيره ، 
لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الدعوة إلى الله لكم يا عباد الله على مراحل ، 
وأوضح ذلك و بينَّه بياناً عملياً شافياً، ونظرياً وافياً، وطبَّـق هذا فى جميع مراحل دعوته، ومن ورائه الصحابة والتابعون، 
حتى ورد فى الأثر المشهور :
ادعُ نفسك ؛ فإن استجابت .... فادعو غيرك }
ومن هنا نجد أن من يدعو غيره قبل أن تستجيب نفسه لا يفيد، بل ربما يسبب مشاكل جمَّة لا تنتهي مع العبيد،
كالذي يأكل فاكهة غضَّة لم تطب، فمن يأكل العنب وهو حصرم يصاب في الحال بتعب في معدته وأمعائه!!!
ومن يأكل أي طعام قبل نضجه يصاب فوراً بتعب لأنه أكله قبل نضجه
فالداعي الذي يدعو إلى الله - وكلنا قد كلفنا الله بهذه الدعوة – 
هو الذي يأمر نفسه بالمعروف وينهى نفسه عن المنكر ثم يقوم بعد ذلك داعياً 
من يدعو؟!!
قال صلى الله عليه وسلم راسماً للمنهاج فى أحاديث عدَّة وعلى روايات :
ابدأ بنفسك }
وابدأ بمن تَعُول }
ابدأ بأمكَ وأختكَ وأخيكَ، والأدنى فالأدنى، ولا تنسوا الجيران }
(الأحاديث الثلاثة بالترتيب : صحيح فى الإرواء ، مسلم و أحمد عن أبى هريرة ، الطبرانى فى الكبير عن معاذ)

يبدأ بنفسه، ثم بأهل بيته ، ثم الأقرب فالأقرب ، فإذا وجد استجابة عليه أن يوسِّع الدائرة 
لأن الله عزَّ وجلَّ سيؤيده وسيسدِّده بعونه وتوفيقه ومعونته
فهذه الأمة قد كلَّفها الله بهذه المهمة للخلق أجمعين، 
وإذا قاموا بها فإن الله عزَّ وجلَّ ضمن لهم في الدنيا حياة طيبة، وفي الآخرة سعادة دائمة!!!
أما في الدنيا فيقول فيها الله :
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
ولم يقل من عَلِِمَ ولا من عَلَّمَ ، ولكن (من عَمِلَ
لأن أول ما يطالب به المؤمن هو العمل بما علم، فكل مسألة تعلَّمْتها ؛ أنت مطالب بالعمل بها ، 
وإلا ستحاسب عند الله على تركها والتفريط في العمل بها:

(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ)
ماهي النتيجة؟ أما في الدنيا 
(فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وأما في الآخرة:
(وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
(97 – النحل)


منقوول من كتاب : واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله 

صل الله عليه وسلم

لمطالعة الكتاب أو تحميله مجانا أضغط: هنــــــــــــــــــــــــــــــــا
reaction:

تعليقات